أحسنت وزيرة الإعلام نادية عبدالعزيز السقّاف صُنعاً بزيارة مدينة عدن للاطلاع عن كثب على مستوى الأداء في المؤسّسات الإعلامية، فضلاً عن تلمُّس همومه ومعاناته وتطلُّعات الموظّفين والإعلاميين على حدٍّ سواء.
لقد تابعت فعاليات هذه الجولة الميدانية من خلال وسائل الإعلام التي أشارت إلى تلمُّس الوزيرة الجديدة لهموم ومعاناة شريحة المبدعين من الإعلاميين؛ بل إنني تابعت كذلك انطباعات الزملاء الإيجابية عن هذه الزيارة وهم يأملون أن تحقّق لهم معالجة فعلية لجانب من تطلُّعاتهم؛ باعتبار أن وجود المسؤول الأول في مواقع العمل والاستماع إلى بعض تلك الشجون يساعد في حدّ ذاته على الإدراك أن هذا المسؤول أو ذاك قريب للتعرُّف على طبيعة تلك التحدّيات الماثلة أمام الموظّفين في معزل عن مواقعهم.
وفي تصوّري المتواضع أن جزءاً كبيراً من مشاكل الإعلام بمؤسّساته ومنتسبيه إنما يمثّل انعكاساً طبيعياً للمشكلات الجوهرية والاختلالات الموضوعية التي تعانيها مؤسّسات الدولة بشكل عام، لكن ذلك لا يمنع الوزراء في حكومة الكفاءات من الاطلاع عن كثب على طبيعة تلك المشاكل والمعانات ومحاولة البحث عن حلول ناجعة لها من خلال توفير الإمكانات المتاحة لتطوير أداء مختلف القطاعات في هذه المؤسّسات.
وأشير هنا على ـ وجه التحديد ـ إلى وسائل الإعلام وبخاصة في مدينة عدن والتي تعاني افتقاراً واضحاً في الاهتمام بالكادر البشري، وضرورة تحديث الوسائل والمعدّات وتأهيل الكادر، وهي المعاناة التي تعكس اللا مبالة التي واكبت العقدين الأخيرين.
وفي مجمل الأحوال، لا أتصوّر أن زيارة وزيرة الإعلام نادية السقّاف إلى عدن والنزول الميداني إلى مختلف الوسائل الإعلامية في المحافظة مجرّد زيارة عابرة أو حالة من الترف لا ضرورة لها؛ بل إن ذلك يُعد بمثابة خطوة أولى ومهمّة على طريق ما يمكن إصلاحه؛ خاصة بعد الإهمال الواضح الذي عاناه كادر هذه المؤسّسات والهدر الممنهج للإمكانات المحدودة.
بمعنى أن هذه الجولة لن تكون كغيرها من الزيارات التي قام بها وزراء سابقون للإعلام الذين ما أن غادروا عدن إلى العاصمة صنعاء حتى تبخّرت وعودهم أدراج الرياح.
ختاماً.. أتمنّى أن تخيّب الوزيرة نادية السقّاف تلك الانطباعات التشاؤمية السائدة وبحيث يرى الإعلاميون في عدن ـ لاحقاً ـ همومهم وتطلُّعاتهم مطروحة أمام طاولة مجلس الوزراء؛ وبحيث يُعمل على ترجمة تلك التطلُّعات قبل أن تتلاشى آخر فُرص الأمل بعودة الروح..!!.