وسط المعادلات السياسية الصاخبة والأحداث المتوالية التي تبدو مفاجئة كالعطسة يشتعل سؤال :
ما قيمة شين ( الشعب) فيما يحدث ؟
رغم كل شيء وأي شيء وأي كانت السيناريوهات المتوقعة لا يجب بأي حال تجاهل واقع المواطن اليمني
والضريبة التي يدفعها من حياته وقوته وبؤسه نتيجة للأحداث التي يمر بها البلد.
بمعنى الخدمات الأساسية خط احمر من ماء وكهرباء وغاز ومشتقات ومناطق سكنية
يجب أن يكون هناك مسؤولية حقيقية تجاه الشعب والأمة ومعاناته قولا وفعلا وسلوكا وليس كلاما فحسب
إذا كان على مستوى العاصمة صنعاء الكثير من أحياء تعيش منذ أيام في عالم آخر بلا كهرباء ولاماء
بعد أن أصابت قذيفة محول السبعين للكهرباء وتعلمون أن يوم الحكومة في هذا البلد بسنة ويوم الكهرباء بخمسين سنة يعني الناس بيموتوا في بيوتهم وكهرباء الأمانة لم تستيقظ من غفوتها!!
في سوريا رغم كل الحرب والمعارك التي تدور يتكلم احد السوريين أن الكهرباء بالكثير تنقطع يوم وتسارع جميع الأطراف المتحاربة إلى اصلاحها .
لاحظوا أيضا أننا ما زلنا نشتري حتى اليوم منتوجات سورية رغم كل الظروف الصعبة التي تعيشها.
لايجب بأي حال في اليمن أن يتم إلقاء الشعب في محرقة النسيان ويجب أن يكون توفير الخدمات له بند أساسي في جميع الحسابات الجارية.
في استفتاء لسؤال وجهته لعينة كبيرة من الجمهور وجدت أن أهم ما يركز عليه الناس بشكل عام هو وجود من يهتم بالشعب وتوفير قوته وأمنه بغض النظر عما يدور من صراعات لا يتوقع أن تهدأ على المدى القريب.
ولو عدنا للتاريخ وقرأنا سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم لوجدنا انه كان يوصي جيشه أن لا يقطعوا شجرة ولايهدموا سكناً ولايثيروا الرعب في النساء ولا الأطفال ومبادئ كثيرة تندرج تحت إطار الرحمة التي بعثها الله بها وبالمثل يجب أن يكون هناك حرص على عدم استهداف الخدمات الأساسية للشعب وتأمينها ومعاقبة كل من يتسبب في قطعها أيا كان فلا يوجد مبرر للتسبب بمعاناة الشعب ومن ذلك استهداف محولات الكهرباء بالقذائف أو قطع الغاز أو التباطؤ في توفير مياه الشرب للمنازل أو تكاسل الجهات المعنية بإنقاذ الناس في الكهرباء والمياه والمالية وكل من يتسبب بدمار للناس أو يستهدف منازلها أو دكاكينهم أو كل ذلك لا يجب التغاضي عنه
فرب دعوة من مظلوم أزالت دولة بأكملها.
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي
اللهم ارحم أبي واسكنه فسيح جناتك وجميع أموات المسلمين.