يمر الوطن بظروف بالغة الدقة والحساسية والخطورة في آن واحد، حيث يعيش اليمنيون والخارج على حد سواء وقع التطورات الدراماتيكية التي أعقبت استقالتي الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومة الكفاءات برئاسة خالد محفوظ بحاح، لذلك –ربما- أهمية الحاجة إلى تضافر جهود كافة القوى الوطنية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
والتعامل مع هذه المستجدات بمسؤولية كبيرة حتى لا نجد الوطن وقد غرق في دوامة الاحتمالات الكارثية!
هذا من جانب، أما الجانب الآخر فيقتضي التأكيد مجدداً على أهمية أن تتعامل هذه القوى بآليات غير نمطية تجاه التعاطي مع تداعيات الأزمة الراهنة وبخاصة لضرورة الاستفادة من عامل الوقت والسعي للاستفادة أيضاً من كل ثانية زمنية بهدف التعجيل بإغلاق كل الأبواب أمام محاولات السعي لتوسيع شقة الاختلاف والتباين وذلك من خلال محاولة استئناف الجلوس إلى طاولة الحوار وتعزيز ما تبقى من القواسم المشتركة.
ومن ثم إعادة عجلة التسوية إلى إطارها السابق والقائم على مبدأ الشراكة الوطنية في البحث عن مخارج موضوعية لإنجاز التسوية السياسية ودون الذهاب إلى خيارات مريرة.. في تصوري المتواضع أن طرح المخاوف من المألآت التي يمكن أن تحدو ببعض القوى، سواء الداخلية أو الخارجية إلى محاولة إعادة اليمن إلى مربعات الاحتراب والتجزئة والتفتيت والتشظي هي التي تقودنا إلى التعاطي المسؤول مع الأزمة دون الاعتبار للعواطف الذاتية خاصة وأن ثمة أطرافاً تريد الذهاب باليمنيين إلى متاهات خطيرة لا تحمد عقباها!
ومن منطلق هذه المخاوف، لابد من تشجيع كل المبادرات والمساعي الهادفة إلى إيقاف مجمل التداعيات الناجمة عن هذا الوضع الاستثنائي.
وبالتالي عدم الدخول في أية سجالات تذهب في الوجهة التي لا تخدم المصلحة الوطنية بأي حال من الأحوال.. وبأن يسعى الجميع في سياقات تعزيز المبادرات المطروحة التي من شأنها دعم جدار بنية الدولة والمجتمع وإنقاذهما بكل الوسائل من الانهيار.
وأخيراً، ما لم يتم الانتقال من هذا الوضع الاستثنائي الخطير فإننا سنجد أنفسنا جميعاً محشورين في زاوية ضيقة تكاد تطبق على أنفاس الجميع وبحيث تنعدم معها فرص الخروج من المأزق الراهن، لذلك أهمية الاستفادة من عامل الزمن ونحن في سباق مع إيقاف عجلات التدهور نحو المنحدر الخطير الذي لا يرتضيه أحد.