قلنا بالأمس إنه كما التقى اليمين الأمريكي المتصهين مع السلفية السياسية الدينية المتخشبة ذات يوم قريب، لا مانع البتة من التقاء الهرمجدونيين الأيديولوجيين الأمريكان مع منتظري «الإمام الغائب» .. القائلين بحتمية ظهور الإمام ، وما يسبقه من ويلات وبلايا، تقارب الخرافة الصهيونية حول المعركة الكبرى في هرمجدون .
تلك القناعات الأيديولوجية الدينية مسطورة في نصوص كتاب «القرون» الغامض، للساحر اليهودي «نوستراداموس»، المتكئ حصراً على رؤيا «يوحنا المعمدان» المفرودة في «إنجيل يوحنا»، والمتقاطعة ضمناً مع كتاب «الظهور» الشيعي الاثنى عشري، الذي يفرد صفحاته للمعارك الطاحنة في الجزيرة العربية والشام ، كتوطئة لعودة الإمام المختفي في سردابه الدهري، وهكذا يلتقي الطرفان عند تخوم القناعة الدينية الأيديولوجية في حتمية التداعي الحر مع الحروب الطاحنة، باعتبارها ترجمة أمينة لإرادة السماء، وفي أفق ما تلتقي السنة السلفية الطهرانية المؤدلجة ميتافيزيقياً، مع ذات الخيار، مستندين إلى مرويات «ابن كثير» حول النهايات الحتمية في متنه الشهير بعنوان «البداية والنهاية»، ومن عجائب ما يرد في تدوينات ابن كثير الإشارة إلى موقع في الشام يتموضع في المسافة بين دمشق وأنطاكية، معتبراً إياه المكان المنطلق للحرب العظمى التي سيليها انبثاقة عهد تملأ فيها الأرض عدلاً بعد أن ملئت جوراً ، فتأمل عزيزي القارئ.
المشكلة يا عزيزي ليست في هذه المدونات النبوئية، بل في قناعات قيادات دولية بها، كما كان حال الرئيسين الأمريكيين ريغان وبوش الابن، وكما هو الحال عند المرجع الديني السياسي في مؤسسة ولاية الفقيه بإيران.
Omaraziz105@gmail.com