مما لا يعرفه الكثيرون أن الحوثية تسمية مجيرة على منطقة في مديرية صعدة اليمنية، واسم تلك المنطقة «حوث»، وهذا التقليد المقرون بتنسيب البشر مألوف في كل أرجاء اليمن، بل وفي كثرة كاثرة من المناطق العربية، فيقال فلان عدني نسبة إلى مدينة عدن، وفلان ذماري نسبة إلى مدينة ذمار، وهكذا..
من هنا يلتبس لدى الكثيرين المعنى الأصلي الكامن وراء الحوثية، وهو معنى مغاير تماماً للمفهوم الجديد الذي تبلور عطفا على تحول هذه التسمية إلى ظاهرة سياسية أيديولوجية مقرونة بقدر كبير من الاستيهامات الدينية والسلالية، وقد شاءت الأقدار أن تكون أسرة الراحل بدر الدين الحوثي في القلب من هذه المعادلة، وأن يسمى أفرادها بالسادة نسبة إلى البيت الهاشمي التاريخي، وأن تتحول مركزيتهم الروحية إلى معادل للحاكمية المفقودة تاريخيا منذ (سقيفة بني ساعدة) التي تلت وفاة الرسول الكريم محمد (ص)، زاعمين بأن الولاية التي منحها الله للإمام علي بن أبي طالب وسلالته من بعده تم اغتصابها من قبل أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وبهذا المعنى يصبح استرداد الولاية المغتصبة من قبل (المرتدين الأنصار) مشروعا لكفاح لا يلين حتى يتم استرداد هذه الولاية من مغتصبيها.
لا نريد أن نطيل في هذا الموضوع، بل يكفي الإشارة إلى هذه الفكرة التي تخلط بين الاستيهامات السلالية ومنطق الحاكمية والدين الدنيوي، وهو أمر ليس جديدا على تاريخنا العربي الإسلامي.
Omaraziz105@gmail.com