ألم يحن الوقت بعد أمام اليمنيين لإيقاف عجلة هذا التدهور المريع في الحياة لليمنيين بفعل التداعيات العسكرية والأمنية الخطيرة والعمل سريعاً لطرح مبادرة إنقاذ وطني شامل تعمل منذ الآن على بلورة حالة جديدة من الشراكة على أسس متينة تتجاوز المأزق الراهن الذي يستبد ببعض هذه القوى ويدفعها قسرياً في اتجاه المزيد من الاقتتال الدامي وتوسيع شقة الاختلاف.
ومن المناسب التأكيد مجدداً بأن مسؤولية إيجاد الإجابات الشافية والعملية على عنوان هذه التناولة باعتبار أن الوقت قد حان الآن لإيقاف أي نزوع شخصي أو مناطقي أو مذهبي أناني لحل المشكلة اليمنية بقوة السلاح يتطلب جهداً مضاعفاً من كافة الأطراف المعنية بالأزمة التشمير عن طاقات الإخلاص وصدق النوايا لإيجاد وبلورة مخرجات عملية للتسوية المطلوبة وعلى قاعدة الشراكة الوطنية التي لا تنتقص من أحد.
وفي إطار البحث عن تلك المعالجات تبدو ثمة حاجة لأن يبادر الأشقاء والأصدقاء عموماً في دعم الجهود الداخلية لإيقاف هذا التدهور وتقديم كامل الدعم في اتجاه مخارج التسوية السياسية من خلال تشجيع الأطراف المعنية الجلوس أمام طاولة التفاوض ونبذ كل عوامل الاقتتال ،فضلاً عن ضخ المعونات والمساعدات المالية واللوجستية لتخفيف معاناة اليمنيين التي باتت تمثل تحدياً واختباراً حقيقاً أمام الأسرة الدولية وبخاصة في ظروف مأساوية تعيشها الأسرة اليمنية راهناً.
لكل ذلك من الطبيعي أن نؤكد مجدداً على أهميةأن الوقت قد حان لتنحية الخلافات والأطماع والنزوع المدمر الذي يستبد بالبعض .. والبدء بالعمل الجاد والمخلص في اتجاه وضع خارطة طريق لاستئناف الحياة الطبيعية مجدداً أمام اليمنيين انطلاقاً من أن هذا الخيار هو الأنسب للجميع ،خاصة وأن الركون إلى خيارات العنف لن يقود إلى نتيجة ،بل وسيؤدي إلى مزيد من الاحتقان والتدهور ،فضلاً أن ذلك سيرتب أعباءً إضافية في توسيع نطاق تدخل الخارج وضرب ما تبقى لليمنيين من مشاريع البنى التحتية وإحداث شرخ جوهري في تماسك المجتمع .