نريد الحراك المؤمن بقضيته، والممثّل لمصالح الشعب في المحافظات الجنوبية، وليس الحراك الذي يبحث عن مصالحه الشخصية القصيرة النظر والتي قد تدمّر البلد شمالاً وجنوباً.
نريد الحراك المتكاتف مع بعضه البعض، وليس ذلك الذي يعقد الصفقات مع آخرين من أجل مواقف معيّنة تهدف إلى هدم كل ما بنيناه معاً بالشراكة مع الجميع خلال أكثر من 18 شهراً، وهم حاضرون في كل الاجتماعات والجلسات، ولديهم كل الضمانات بأنه لا يمكن البت في أي شيء سواء في فرق العمل أم الجلسة العامة دون مشاركة الحراك والتوافق مع جميع المكوّنات السياسية والاجتماعية بشكل عام وليس الحراك فقط كما هو مُثبت في النظام الداخلي لمؤتمر الحوار الوطني وكما هو معروف لدى الجميع.
لا نريد الحراك الذي يتسلّم أموالاً من الماكثين في قصورهم بالخارج، الباحثين عن السلطة على نفس سيناريو النظام السابق الذي استأثر بالسلطة على مدى عقود في كل أرجاء اليمن، لا نريد الحراك الذي يبحث عن زعامات ويستخدم الشعب لزرع الفتن وفتح الثغرات من أجل البلاطجة والمخرّبين ليعيثوا في الأرض فساداً.
يا جماعة.. الدنيا عيد..!!
مهما كانت السياسة مثيرة، ومقاعد السلطة مغرية، كل الدنيا لن تقينا من حساب الله في الآخرة؛ فماذا سنقول لله عندما يسألنا لماذا ضيّعنا هذا الشعب المسكين من أجل مصالح دنيوية موقتة، كيف سنجيبه عندما يستعرض الله جلّ جلاله أعمالنا في الدنيا أمامنا في تلك الوقفة المهيبة يوم الحساب..؟!.
حتى قبل يوم الدين سيكون هناك حساب في الدنيا أمام الناس وبالذات أمام الأجيال التي تنظر وتنتظر، ونحن مشغولون بأنفسنا ويومنا، ناسين غدنا سواء القريب أو البعيد.
ماذا نقول للطلاب في المدارس الذين يذاكرون على ضوء الشموع بسبب انقطاع الكهرباء، ماذا نقول للمرابطين في غرف المستشفيات بين الحياة والموت بسبب تعذُّر الإمكانات وفساد الأدوية وغياب المهنية، ماذا نقول للأطفال الذين تعوّدوا على صوت الرصاص، وأصبح الذعر شعوراً يومياً، والمستقبل مبهماً وحزيناً..؟!.
يا حراك.. والله إن لديكم قضية عادلة؛ ولكن ليس من حقكم أن تدمّروا أية فرصة للشعب في أن يبدأ بالتخطيط لمستقبل آمن ومستقر يحلم به الجميع، يا حراك.. ألن تتحرّك الرحمة في قلوبكم من أجل اليمن..؟!.