“سنودن” موظف أمريكي لجأ إلى روسيا الاتحادية كونه مطلوباً للمخابرات الأمريكية التي طالبت به.. إلا أن السلطات الروسية رفضت تسليمه، بل ومضت في إجراءاتها بمنح “سنودن” اللجوء السياسي .. وهو الآن في روسيا الاتحادية منذ أشهر.
< “سنودن” يظهر أنه على علاقة وظيفية “سابقة” مع المخابرات الأمريكية “إن، إس، آي” والتي تعمل في العالم من خلال التنصت والتجسس على الدول، وقياداتها، والشخصيات المهمة، عالمياً.. لم يكن هذا العمل الأمريكي مكشوفاً للعالم حتى كشفه الأمريكي “سنودن” لتهتز الثقة بالإدارة الأمريكية لدى دول العالم كله حلفاء، وأصدقاء، وأعداء.. كون ما كشفه “سنودن” أثبت أن حكومة الولايات المتحدة لديها جهاز استخبارات يقوم بالتجسيس على حكومات العالم دون تمييز بين صديق، وحليف، وعدو، فهي تتجسس على الجميع، وكانت البرازيل قد احتجت على ذلك وأكدته حين اكتشفت بعد التفتيش أنها خاضعة للتنصت الأمريكي، وقد ظهر بعد ذلك أن فرنسا أيضاً، وألمانيا، تخضعان للتنصت الأمريكي الاستخباري، وثارت ثائرة الرئيس الفرنسي “هلمند” الذي واجهه البيت الأبيض مبرراً بأن الإدارة الأمريكية، والولايات المتحدة أيضاً تتعرض للتجسس بالتنصت، وبهذا التبرير أكدت الإدارة الأمريكية جريمتها الدولية وانتهاكها لسيادة واستقلال وحرمة دول العالم،حيث اكتشفت كثير من البلدان تعرض حكوماتها للتنصت من قبل الاستخبارات الأمريكية، فألمانيا استدعت السفير الأمريكي لتعرب عن استيائها الشديد على ما يتعرض له مكتب المستشارة الألمانية انجيلا ميركل من تنصت على مكالماته بما فيه مكالمات المستشارة.. أما فرنسا فقد احتجت على التنصت الأمريكي على سفارتها في واشنطن، وعلى بعثتها في الأمم المتحدة في مدينة نيويورك.. إن فضيحة الإدارة الأمريكية صارت عالمية مع تزايد أعداد الدول التي اكتشفت أنها تتعرض إلى التنصت الأمريكي في معظم مؤسساتها، وأجهزتها الحكومية بما فيها التنصت على المكاتب الرئاسية فيها.. وقد وصل الأمر إلى حد أن فضيحة التجسس الأمريكي خيمت على اجتماع الاتحاد الأوروبي الأخير.. حيث كانت القضية الأبرز التي بحثتها الدول الأوروبية.
< القضية كشفت أن الإدارة الأمريكية لا تحترم القانون الدولي ولا تحترم حلفاءها، ولا أصدقاءها.. فـ«التنصت» يعد جريمة دولية.. كون الإدارة الأمريكية انتهكت حرمة، وسيادة حكومات العالم.. دون تمييز “ففرنسا، وألمانيا، ودول أوروبية أخرى” حلفاء لأمريكا.. لكنها لم تحترم هذا التحالف فقامت بالتنصت عليهم، وهكذا دول أخرى لم تحترم صداقتها، وقامت بالتجسس عليها.. وهكذا هي السياسة للإدارة الأمريكية، لا أخلاق ولا قيم فيها، ولا تحترم حق الحلفاء، والأصدقاء، وأنها لا تحالف، ولا تصادق، وغير جديرة بالاحترام والثقة.. وهو ما يدعو المجتمع الدولي إلى تحديد موقف إيجابي يحد ويواجه مثل هذه السياسة اللاأخلاقية، بل وعليه أن ينزع ثقته من هذه الإدارة.