حدّدت كلمة الرئيس عبد ربه منصور هادي أمام الجلسة الختامية لأعمال مؤتمر الحوار الوطني جملة من المعطيات لرسم معالم المستقبل خلال الفترة المقبلة في ضوء الأفـق الذي حددته مضامين مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وضرورة ما تتطلبه هذه المرحلة من الجدية والمسؤولية التضامنية بين مختلف مكونات المجتمع وعلى النحو الذي يؤكد مجدّداً أحقية اليمن بثقة ودعم الأشقاء في الخليج والأصدقاء في الأسرة الدولية.
ولا بد في هذه السياقات من الإشارة إلى ما يمكن أن تواجهه هذه المرحلة من صعوبات لتنفيذ مضامين هذه الوثيقة التي تستهدف في منطلقاتها إقامة النظام السياسي الذي يكفل تطبيق مبادئ العدل والحرية و المساواة والحكم الرشيد.. و هو الأمر الذي يتطلب من اليمنيين الاستفادة من هذه اللحظة التاريخية والعمل على تنفيذها بتشكيل مجموعة ضغط على من يحاول تعطيلها أو التسويف في مخرجاتها.
إن المشهد السياسي الراهن قد شكّل في منظومة عمله ضمانة لأن يكون الجميع على قطيعة مع الماضي أولاً وبأهمية استمرار هـذا الاصطفاف الوطني لتنفيذ مضامين هذه الوثيقة التي يتطلع إليها الشعب اليمني باعتبارها المدخل الأساس لارتياد المستقبل ثانياً.
وحسناً كذلك أن أكد الأخ رئيس الجمهورية أهمية أن تحظى القضية الاقتصادية بالأولوية خلال المرحلة المقبلة والعمل على تأمين الجبهة الاقتصادية وتوفير متطلبات المجتمع من الاحتياجات الأساسية وتصحيح منظومة التشريعات التي تساهم في جذب الاستثمارات الوطنية والخارجية وتجفيف منابع الفساد والفوضى وحالة التسيب الضارب أطنابة في مختلف المؤسسات.. وكل ذلك من أجـل تحقيق الرخاء والازدهار للمجتمع وبشراكة مع الأسرة الإقليمية والدولية التي أكدت مجدداً استمرارها في دعم مسيرة التحول في اليمن.
وفي الوقت الذي يجري فيه التأكيد أيضاً على أهمية المرحلة المقبلة من حيث تأمين البيئة الملائمة لتنفيذ مجمل تلك التطلعات، كذلك هي الأهمية المعقودة على القوى السياسية في أن تتمثل المسؤولية الوطنية التاريخية وبأن تعمل هـذه القوى تحت سقف الشراكة الوطنية الفاعلة التي تجلّت في فعاليات مؤتمر الحوار الوطني وبحيث تتجنب إعادة إنتاج الماضي بأية صورة من الصور أو التحايل على مضمون وجوهر هذا التوافق الذي تجسد في روح ومضامين وثيقة الحوار التي ينبغي أن تكون ملهمةً للجميع في تحديد معالم المستقبل الذي انتظره اليمنيون طويلاً.