«4 ـ 6»
الوجية والعمراني .. مهمّتان شبه مستحيلتين!
لابأس في هذه الإطلاله أن أتوقف عند تشخيص حالتي حقيبتي المال والإعلام، حيث ربح وزير المالية، المهندس صخر الوجيه – في تصوري - عداوة الآخرين بالنظر إلى أنه جاء على تركة مُثقلة بالسلبيات و المفاهيم المغلوطة لوظيفة الخزينة العامة، محاولاً - من منطلق تفانيه - تجفيف بعض منابع و بؤر الفساد، لكنه – كما يبدو – قد أُحبط ، إذ من الواضح أن الفارق كبير بين دورعضو البرلمان وإدارة حقيبة تمثّل عصب الحياة وهي حقيبة المال التي تتطلّب وضع آليات جديدة تتناسب والمفاهيم العصرية لدورها في تحقيق ثنائية الإيراد والإنفاق.. ومع ذلك فإن الوزير الوجيه اجتاز امتحان هذه التحديات بنسبة كبيرة قياساً إلى تعقيدات هذه الحقيبة.
* * *
أما بالنسبة لأداء حقيبة وزارة الإعلام التي يحمل رايتها علي أحمد العمراني فهي حقيبة مليئة بالأوراق والهموم والتطلعات التي تنداح منذ عقود عن طبيعة ودور ووظيفة الرسالة الإعلامية الرسمية في عالم متغير ،حيث يعرف الوزير العمراني - أكثر من غيره – أهمية أن الإطار الحقيقي لرسالة الإعلام لا تكون محصورة في إدارة أدوات هذه الرسالة فقط وإنما يتطلب الأمر تشكيل مجلس أعلى للإعلام يرصد ويواكب هذه السياسات وفقاً لمنظور وطني لا يتناقض البتة مع حرية الإعلام ورفع أدوات هيمنة الحكومة على أداء الرسالة الإعلامية وبحيث تكون مرجعية التخاصم في أيٍّ من قضايا النشر مرتبطة بسلطة القضاء.
بن طالـــب .. هـل زاد الطيــن بــلّة ؟!
ليس جديداً إذا ما قلت: إن دور وزارة الصناعة والتجارة في المجتمع غير ذي جدوى، حيث لم يعد مؤثراً على وتيرة وأداء الأسواق المحلية وإمكانية ربطها بمنظومة من التشريعات النافذة لإيقاف عبثية هذه الأسواق، خاصة وأنها باتت أرضاً خصبة لتجارة السلع والمنتجات المهربة و المنتهية الصلاحية ..وأحياناً لغير الاستهلاك الآدمي وبحيث أصبحت – مع الأسف الشديد – معدة المواطن اليمني مستودعاً للأمراض الناجمة عن تلك المنتجات.. ومما زاد الطين بلّة توقيع وزير التجارة سعد الدين بن طالب على اتفاقية التجارة الحرة التي سمعنا كثيراً عن محاسنها, لكننا نعرف قطعاً مساوئها التي أشبه ما تكون بالنصلة ذات الحدين، إما أن تُجهز عليك أو أن تُصيبك بالشلل التام .. متمنياً أن تكون استنتاجاتي هذه في غير محلها!
غداً وزراء جدد..