|
|
|
|
|
استحقاقات المرحلة والتحديات الراهنة
بقلم/ كاتب/عباس غالب
نشر منذ: 10 سنوات و 7 أشهر و 21 يوماً الأحد 13 إبريل-نيسان 2014 08:45 ص
منـذ إرهـاصات الأزمة مطلـع عام 2011م وحتى الآن لا تزال التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية تتناسل وذلك على الرغم من الجهود الوطنية والإقليمية والدولية لمساعدة اليمنيين في الخروج من شرنقة هذه الأزمة بكل تداعياتها وانعكاساتها.
هذه الحقيقة تشكل هماً مؤرقاً لكل الأطراف المعنية بإنجاز التسوية التاريخية، الأمر الذي يتطلب معه مواصلة تعزيز التلاحم الوطني لاستكمال ما تبقى من المرحلة الانتقالية الثانية.. وبالتالي تجاوز هذه الصعوبات بقدر كبير من التحلي بالمسؤولية والعمل الدؤوب لوضع السياسات الناجعة، سواءً في إطار الاستيعاب الأمثل لتمويلات المانحين وتوظيفها في المجالات التي خصصت لها أو كان ذلك في تثبيت الأمن والاستقرار ومواجهة ظواهر الارهاب ومجمل الاختلالات الأمنية التي ستظل ماثلة طالما لم تستكمل عملية إعادة هيكلة مؤسستي الدفاع والأمن.
وبالطبع، فإن هـذا التشخيص للـراهن من التحديات لا يقـلل البتة من حجم الإنجاز الذي اجترحه اليمنيون بكل ثقة واقتدار طيلة العام المنصرم، خاصة فيما يتعلق بحالة الإجماع والتوافق على مخرجات الحوار الوطني بكل تجلياته الهادفة إقامة الدولة الاتحادية وفق أسس ومعايير المواطنه المتساوية وكفالة الحقوق والواجبات والحريات والمساواة والتوزيع العادل للسلطة والثروة.
أما الاستحقاق الأبرز للمرحلة المقبلة في إطار إنجاز هذه التسوية التاريخية فيتركز أساساً في بدء أعمال اللجنة المكلفة بصياغة مشروع الدستور الجديد وذلك قبل طرحة للاستفتاء ومن ثم الانتقال إلى مرحلة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية .. وهي خطوات مهمة تتطلب من كافة القوى الوطنية على الساحة توفير ضمانات نجاحها من خلال تعزيز سياقات هذه التجربة دون التنصل من التزاماتها واستحقاقاتها وبمعزل عن أية مبررات مهما كانت و بصورة تؤكد جدية هذه الأطراف في الانتقال بمشروع التسوية من إطارها النظري إلى وقائع عملية يلمسها المواطن على امتداد الارض اليمنية.
وتبقى الاشارة هنا إلى اهمية الخطوة التي اتخذتها الحكومة مؤخراً في وضع مصفوفة لترجمة وتنفيذ جانب من مخرجات الحوار وفقاً لجداول زمنية محددة تمشياً مع طبيعة وحجم التحول الحضاري السلمي الكبير الذي أختطه اليمنيون.
وتبعاً لذلك فإنه من الطبيعي أن تبرز تلك الصعوبات والتحديات، سواءً تلك التي اعترضت مسيرة الحـوار أو هـذه التي لا تزال محـدقة بالتجربة وتستهدف تعطيل أهدافها بصور شتى .. غير أن إرادة التغيير التي يتمسك بها الجميع ستكون بمثابة الترياق لتجاوز حالات ومحاولات التعطيل المستمرة بأدواتها الداخلية والخارجية.. على أمـل أن يكون هذا هو الرهان الصائب الذي يعلق عليه الجميع كل آمالهم وتطـلعاتهم في التمسك بخيـارات المستقبل.
|
|
|
|
|
|
|
|