|
|
|
|
|
الامتحان الصعب في لندن
بقلم/ كاتب/عباس غالب
نشر منذ: 10 سنوات و 8 أشهر و 8 أيام الأربعاء 16 إبريل-نيسان 2014 08:51 ص
منذ أيام وجه الأخ الدكتور أبوبكر القربي وزير الخارجية الدعوة لنظرائه للمشاركة في اجتماعات أصدقاء اليمن المقرر انعقادها في لندن أواخر الشهر الجاري ..وهي خطوة اجرائية تكمن دلالتها في تأكيد هذه الدول والمنظمات الإقليمية حرصها على المشاركة للدفع مجدداً بمسيرة التسوية السياسية والإصلاحات الاقتصادية في اليمن الذي قدم أنموذجاً غير مسبوق على مستوى دول ثورات الربيع العربي.
ومع أن الحديث عن هذه الفعالية الدولية التضامنية مع اليمن مبكراً ،إلا أن الإشارة إلى أهميتها من أنها تنبع من الحاجة الوطنية الى حشد مزيد من الدعم لتمويل ما تبقى من الفترة الانتقالية، فضلاً عن الوفاء بالالتزامات التي تتطلبها احتياجات التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة، الأمر الذي يتطلب أيضاً من الحكومة الإعداد الدقيق والكامل وفقاً لطبيعة هذه الاحتياجات وتحديد الأطر والقنوات التي ستوجه إليها مثل هذه التمويلات وذلك وفقاً لمعايير علميه وموضوعية تنأى بها عن مواطن العشوائية والفشل والفساد.
وبطبيعة الحال ،فإن الدول والصناديق المانحة -وهي تواكب المتغير اليمني – حريٌ بها أن تعتمد آليات فعالة لانسيابية هذا الدعم وبحيث لا يؤثر أي تباطؤ أو تأخير على تفاقم المشكلات والصعوبات الحياتية أمام اليمنيين وتحديداً فيما يتعلق باستكمال إنجاز المرحلة المتبقية من التسوية السياسية التاريخية التي تعيشها اليمن حالياً، خاصة و أن الجميع يدرك حجم المخاطر التي تتهدد هذه التجربـة مـن ناحيـة وتلـقي بأعباء إضافية على سلامة الأداء الحكومي تجاه تزايد المتطلبات المعيشية للمواطنين من ناحية ثانية، فضلاً عن تمكين الحكومة من مجابهة التحديات الإرهابية ومعالجة الاختلالات الامنية الضاربة أطنابها في أجزاء كثيرة من الوطن.
وتجـاه هذا الاستحقاق المرتقب في لندن، فإن جميع الشركاء سيكونون أمام الامتحان الصعب للوفاء بالتزامات استكمال مسيرة الدعم المادي واللوجستي، حيث أن المسؤولية تقتضي من أصدقاء اليمن إعطاء دفـق جديد وإضافي يضمن انسيابية هذه التمويلات بدون تعقيدات بيروقراطية.. في الوقت الذي يحتم على الجانب اليمني الإجابة على مجمل التساؤلات ذات الصلة برؤية توظيف هـذه المساعدات، خاصة في ظل التعقيدات التي لا تخطؤها العين في المشهد اليمني الراهن.
|
|
|
|
|
|
|
|