البطولات المخضبة بالتضحيات.. والارادة على قهر شوكة الارهاب التي يجترحها أبناء القوات المسلّحة و الأمن وأعضاء اللجان الشعبية في المواقع المتقدمة لدك أوكار هذه المجموعات الارهابية الحالمة بإعادة تاريخ اليمن المعاصر إلى الـوراء.. هـذه البطولات هي محـط إكبار و إعزاز كل مكونات المجتمع اليمني ونُخبه السياسية و الفكرية والشرائح الشعبية, بـل هي محط إعجاب و تثمين الأسرة الأممية.
ولاشك أن هذا التقدير لا ينبع من الحاجة الماسة إلى إجتثاث هذا الداء الخبيث وإلحاق الهزيمة بعصابات التخريب التي أدمنت سفك دماء الأبرياء ومحاولة تقويض الاستقرار الداخلي فحسب و إنما ترجع – في حقيقة الأمر – إلى القناعة بأن اليمن هو البوابة الرئيسة لحراسة أمن المنطقة والعالم بالنظر إلى موقعه الجيو- ستراتيجي من خلال إطلالته على البحرين العربي والأحمر ومضيق باب المندب الذي يمر منه قرابه 40% من تجارة النفط إلى أوروبا وأمريكا.
أما المسألة الثانية في هذا السياق فترتبط بالمخاوف الإقليمية والدولية من أن يؤدي استفحال الإرهاب إلى تقويض العملية السياسية في اليمن التي ترعاها الأمم المتحدة وبتوافق غير مسبوق، فضلاً عن إمكانية تأثير فشل هذه التسوية على انهيار منظومة الاستقرار في منطقة الخليج العربي وتهديد أمن الملاحة الدولية في تلك الممرات الحيوية.
وثمة ضرورة موضوعية أخرى يقتضيها هذا الاصطفاف خلف قيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي وهو يخوض معركة «كسر العظم» لاجتثاث شأفة الإرهاب وإنجاز التحوّل الحضاري الذي يضطلع به اليمنيون وإيقاف هجمة دعاة الظلامية ورموز إعادة التجربة المتفردة إلى مربّعات الخصومة والتناحر والتشظّي، إذ تنطلق أهمية هذا الاصطفاف في الوقوف سياجاً واحداً وراء القيادة السياسية وأبناء القوات المسلحة التي تخوض مجابهة تلك القوى الظلامية من منطلق تجنيب اليمن والمنطقة مخاطر استفحال الإرهاب.. وهو ما يتطلب سرعة تقديم المساعدات الفاعلة لليمن لإنجاز هذه المهام التي يتحمّل أعباءها منفرداً.
لكل ذلك أقول للمرابطين في خنادق البطولة والشرف لدحر هذه العصابات الإرهـابية التي تحاول تدمير قيم السلام والحـرية وجهـود إعـادة البناء.. أقول لهم:
فعـلاً.. لستم وحدكم.