التأييد والمساندة اللذان يقفان خلف الجيش اليمني في معركته الحاسمة ضد قوى الشر والعدوان لم يسبق لهما مثيل في تاريخ اليمن؛ كون هذه المعركة تأتي وقد فاض كيل اليمنيين وضاقوا ذرعاً وكذلك المجتمع الدولي من جماعات اختارت لنفسها أن تكون عدّواً للإسلام والسلام، عدّواً لشعب الإيمان ووطن الحضارة.
إن حكمة اليمنيين التي كثيراً ما جعلتهم يختارون طريق التروّي والصبر على المآسي والمحن لا يمكن أن تتوقف، كما أنها لا تعني الخوف أو الاستسلام لقوى الشر والعدوان، فهي حكمة اختيار الطريق الصائب الذي ينتصر لإرادة الشعب والوطن.
إنها الحكمة نفسها التي تقود معارك التطهير للتراب اليمني في شبوة وأبين والبيضاء ومأرب من براثن التخريب التي اعتقدت خطأً أن اليمن وطبيعتها الجغرافية وتضاريسها يمكن أن تكون وكراً لها للاختباء والانقضاض على مقدّرات الوطن وعلى المصالح الدولية، مستغلة كرم وشهامة اليمنيين وصبرهم على المحن والويلات.
ها هو الشعب يقف مع الجيش والقيادة السياسية التي تجسّد حقيقة انتمائها إلى المجاميع التي اختارتها لتعطيها ثقتها في أكبر تظاهرة سياسية توافقية شهدتها اليمن عقب التسوية السياسية التي كانت هي الأخرى حالة التميُّز لليمن وهي تختار طريق التغيير متجهة نحو المستقبل والانفتاح على العالم بعيداً عن التطرُّف والجهل.
الحرب التي يخوضها الجيش اليمني اليوم لا يخوضها بمفرده؛ لكنه يخوضها مع كل اليمنيين مدعوماً بالمجتمع الدولي وأصدقاء السلام والحرية، وبرعاية وعناية إلهية من الله عزّ وجل؛ لأن إرادة الله وشريعة الإسلام تحرّم قتل الأبرياء ومصادرة الحقوق والحريات وتدمير المنشآت، وتنتصر للخير والسلام.
إن شعبنا بعد أن اختار الحوار طريقاً والتداول السلمي للسلطة وسيلة، وحرية التعبير عن الفكر والمعتقدات وحرية التنقُّل والعمل؛ لا يمكن أن يسمح لحفنة من أدعياء الجهاد وحثالة المتطرّفين أن يدمّروا حاضره ومستقبله، أو أن يشوّهوا صورته ومعتقداته وأعرافه؛ لأنه شعب عريق حرٌ أقام مملكة سبأ ودولة معين وحِمير، وهو الشعب الذي لا يقبل على وطنه أن يكون ملاذاً لعناصر الإرهاب المنبوذة من كل أنحاء العالم.
تحية لأفراد القوات المسلّحة الأبطال الذين يدكّون معاقل الإرهاب ويضحّون بدمائهم في سبيل أن ينتصر الشعب والوطن.
Unis2s@rocketmail.com