«2-2»
و مع الاعتراف بأن ثمة مشاكل إضافية تواجه مسيرة إعادة البناء في هذا البلد من خلال اجترار بعض الأطراف مشاعر الحنين إلى الماضي، الذي تعبّر عنه بجلاء بعض الحركات المسلّحة وطيف من الأطراف المتضرّرة من فعل التغيير، فضلاً عن التيار الانفصالي الجنوبي.
شخصياّ أتوقّع أن ردة فعل تلك القوى - مهما بلغت حدتها - لن تؤثر في المنظور البعيد على استكمال ملامح إعادة البناء في اليمن. ذلك أن هناك إجماعاً دولياً حريصاً على تجنيب التجربة مغبة الارتهان إلى هذه الدوامة من الصراع مجدداً.. والمساهمة الفعالة في دعم تيار التغيير الذي يقوده الرئيس عبدربه منصور هادي بكل اقتدار. ولكن يظل هذا الأمر مرهوناً، في المقابل، بتوقف بعض الأطراف الإقليمية عن التدخل في الشؤون الداخلية لليمن.
أما فيما يتعلق ببعض نقاط الضوء التي تبعث على التفاؤل بإمكانية خروج اليمن من عنق الأزمة التي يمرّ بها، فيرجع جانب من بواعثها إلى إيجابية التعاطي الإقليمي والدولي الداعم لمسار التسوية في اليمن.
وفي هذا السياق، لا يغفل المرء التوقف عند تحدّي الإرهاب الـذي يضرب أطنابة في كل اتجاه. ولقد ازدادت ضراوته مع تواصل الجهود الرامية إلى إعادة هيكلة المؤسستين الدفاعية والأمنية، وكذلك مع توصّل الفرقاء إلى تسوية «لا غالب فيها ولا مغلوب».. وهي - في تصوري - إجراءات سيكون لها المردود الإيجابي على محاصرة بؤر الإرهاب، إن لم تكن قد بدأت فعلاً كما يحدث الآن في قيام الجيش بتطهير العناصر الارهابية في بعض المحافظات.
وثمة ما يدعو إلى التفاؤل أيضاً باقتراب الخروج من الأزمة، ويظهر ذلك جلياً في الخطوات العملية ذات الصلة بإقرار وثيقة الحوار وضمانات تنفيذها، خاصة تلك الخطوات المتعلّقة بإعداد مشروع الدستور الجديد والتهيئة للاستفتاء عليه ومنظومة الإصلاحات في شكل وطبيعة مؤسسات الدولة الجديدة.. وكلها خطوات تدعو إلى التفاؤل بالمستقبل رغم جسامة التحديات التي تتطلّب في المقام الأول اصطفافاً وطنياً متزايداً باعتباره العملة الرابحة في ماراثون الوصول إلى نهايات سلمية تحقق تطلّعات اليمنيين والمنطقة في الاستقرار والنماء.