- يتحول كل شيء إلى خرابه عندما نخسر مهارة الحب . وبالله عليكم هل هناك في المعمورة كلها خرابه أكثر من هذا البلد الموبوء بالكراهية وبالأحقاد .
زمان كانوا إذا تضاربوا اثنين من الجيران ، تجد في الحي أناسا يسعون لإصلاح ذات البين .. وتغرد فكري قاسم -
يتحول كل شيء إلى خرابه عندما نخسر مهارة الحب . وبالله عليكم هل هناك في المعمورة كلها خرابه أكثر من هذا البلد الموبوء بالكراهية وبالأحقاد .
زمان كانوا إذا تضاربوا اثنين من الجيران ، تجد في الحي أناسا يسعون لإصلاح ذات البين .. وتغرد أصوات الطيبين
تقول لهذا وذاك : عيب يافلان .. انتوا جيران واخوه . وكلمة مليحة هنا ، وكلمة مليحة هناك .. وحتى - أوسخ الناس – كانوا يخجلون ، ويتسامحون وعاد " الفرادع " و"الأدحاس"ملان الوجه والرأس ، وصلى الله وبارك .
كنا طيبين ، وكان الناس يهرعون إلى الصلح كما يهرع الصوفي الى الكعبة . ولم يكن ذلك الفعل اعتباطا أو مزايدة
لإرضاء سين أو صاد . بل كانت هذه الفضائل كلها نتيجة نابعة من ضمير مجتمعي تربى على فطرة شيوع المحبة بين
عموم الناس ، قبل أن تلوثنا – للأسف - مماحكات الساسة وهورنات رجال الدين السياسي ، وأطماع الفتى الشاطر .بالبلدي : أجمر العين .
كانت مهارة الحب صنعة اليمنيين ، وكان الفتى الشاطر - الذي يكسب حب واحترام الناس - هو ذاك الذي ينشر فضائل
الحب والخير بين الناس ، مش الذي يشحن عواطفهم كراهية واحقاد ضد الآخرين . وإلا ليش قال عنا النبي الكريم : ارق
قلوبا وألين أفئدة ؟ كان يمسح بها على رؤوسنا عشان نخلي له حاله ونبطل قوارح ونصع مثلا؟! لم تكن تلك أخلاقيات النبي الكريم ، ومايحصل في اليمن الآن ، لا علاقة له بأخلاق اليمني القديم .. اليمني الذي ترك أحقاد التأريخ كلها خلف ظهره ، وراح يشيد لنفسه أعظم الحضارات .
وأنا لا أتحدث الآن عن مهارة الحب التي افتقد إليها اليمنيون قبل 1500 سنة ،بل عن مهارة الحب التي طُمرت في قلوبنا الآن حتى لم نعد نرى في الأخر أكثر من كونه خصما ينبغي " بطحه " !