صعاليك الاعتداء المستمر على أبراج الكهرباء مازالوا يثبتون أنهم طراز خسيس من البشر، فهؤلاء أثبتوا للعالم أجمع أن البعض منّا يختلفون عن كل البشرية المعروفة.
فما جرى ويجري في بلادنا لا نظير له في أي مكان على وجه الكرة الأرضية، فقد تعرّضت البشرية لأزمات متتالية، وجرت الحروب هنا وهناك، لكن أحداً لم يدر في خلده الاعتداء على الخدمات العامة وممارسة هذا النمط من الاستباحة الجماعية للمواطنين من خلال ضرب أبراج الكهرباء وتفجير أنابيب النفط والغاز والتقطُّعات للناس في طرقات انتقالهم من مكان إلى آخر؛ لم يحدث هذا الأمر في لبنان على مدى 15 عاماً من حرب أهلية مشهودة، ولا حدث في الصومال على مدى 20 عاماً من حرب أهلية مدمّرة.
وقد كتبت قبل حين أن ولاية «بونت لاند» في وسط الصومال تنتج يومياً ألف ميجاوات من التيار الكهربائي، فيما ننحدر في الإنتاج الكهربائي إلى ما دون 300 ميجاوات.
علماً بأن المحطة الجديدة في قاع جهران كان يفترض أن تنتج 4 آلاف ميجاوات، مضافاً إليها ما يزيد على ألف ميجاوات كانت تُنتج سابقاً.
منفّذو الاعتداءات على الأبراج ليسوا سوى عصابات مأجورة يتم توظيف جهالتهم من قبل المجرمين الحقيقيين الذين يقفون وراء هذا السلوك الخبيث، ولا يمكن للبلاد أن تنعتق من هذه المحنة إن لم تتم مواجهة هذه الظاهرة بالعقاب لا التسويات المفارقة لمنطق الدولة والقانون..!!.
يستغرب المراقبون في كل أرجاء المعمورة من السكوت المريب تجاه هذه التصرُّفات التي أصبحنا منفردين بها، ونعيد بواسطتها أسوأ أدوات إدارة الحروب؛ مما لا نظير له في أي مكان آخر.
اليمانيون أشرف وأرقى من هذا السلوك المقرون بحفنة من المعتوهين الرافضين لمنطق العصر والدولة، وما لم يتم الشروع في حرب مقدّسة ضد هؤلاء فإن تماديهم المستمر سيخلُّ بكل عناصر الصبر والمصابرة التي فاضت عن حدّها، ولن يكون ممثلو الشرعية القائمة بعيدين عن دائرة المساءلة الأخلاقية عن السكوت الذي تجاوز كل حدٍّ وحدود.
Omaraziz105@gmail.com