|
|
|
|
|
نفحات شعرية من حضرموت
بقلم/ كاتب/علي عمر الصيعري
نشر منذ: 10 سنوات و 4 أشهر و 11 يوماً الإثنين 14 يوليو-تموز 2014 08:45 م
الحلقة « 17»
في عددها الخامس نشرت مجلة (الفكر) عام 1997مقالاً مدروساً للزميل الباحث عمر عوض خريصان تناول فيه قصيدة الشاعر صلاح بن أحمد الأحمدي ــ موضوع حلقتنا الماضية والحالية ــ وأطلق عليها (قصيدة الغضب) وإذ أتفق معه في قوله عن القصيدة: (.. أما قصيدة الأحمدي فكانت شمعة مضيئة في طريق الثورة والتغيير، ووثيقة من وثائق النضال ضد الانجليز...) نستعرض قصيدته هنا على النحو التالي: التزم الشاعر الأحمدي بالمطلع الذي تعارف عليه غالبية الشعراء الشعبيين والذي يبدأ عادة بالدعاء لله عزَّ وجلَّ فيقول: ابديت بك وادعوك يا جيد وغيرك ما يـجـــود يا حي يا قيــــوم يا مطـلق مـن السـاق القـيــــــود اسألك غفرانك إذا بيتت وحدي في اللحــــود نلاحظ هنا أنه يحرص على فنية مطلع أو استهلال القصيدة في الإشارة إلى هدفها فنراه يستخدم ذلك بقوله: (يا مطلق من الساق القيود) في إشارة إلى مضان قصيدته الرافضة للعبودية والإذلال كما سنرى، ثم يمهّد لها بوصف حالته عند سماعه خبر التوقيع على الاستشارية البريطانية فيقول: قال القعيطي طول ليلي ما تـهنيت الرقـــــود لا هم من دنيا ولا من عشق منسوع الـجـعـود شيبه في التسعين متوجه إلى دار الـخـــــلـود مؤكداً لنا أن لا همّ له من الدنيا ولا من عشق الغواني مسرحات شعورهن لأنه تجاوز هذه السن بكثير، ويسترسل في وصف حاله بالقول: ولا علي قاصـر ولا السلطان يطلــبني نـــقود ساكن في الدكن بلد عثمــان سلطان الـهـــنـود سلطان بن سلطان بن سلطان ع الــعزة يـذود ثم يعطف على تبيان سبب الهم الذي اعتراه وهو الهم الوطني فيقول: لكنني تأثرت من خفض الشرف بعــد الصـعـود أخبار بلغت ما تسر القلب من أرض النـــجــود راحت جهة لـحقاف لحمة فاس سرحت بالبــرود راحت مع الصاحب بلا قيمة ولا عسكر يقــــود وشيـــــــدوا فيها الكنائس والبراكس للجـــــنود ويعني بـ (الصاحب) هنا بريطانيا، ويطلقها زفرة حرى على وطنه فيقول: آه على الأوطان يا غبني على مثوى الجـــــدود كم صحت كم ناديت قد بينت به قبل الوجـــود لكننا معـــــــذور واحد عود ما مني وقــــــــود ثم يتساءل في حسرة عن موقف قبائل حضرموت من معاهدة الاستشارة ويعدّدهم قبيلة إثر قبيلة، مشيراً هنا إلى معرفتهم وعلمهم بهذه البيعة لبريطانيا فيقول: هم حضروا البيعة وهم كانوا على البيعة شـهــود ويحذر من فعال الاستعمار وتأثيره على أخلاق أبناء حضرموت وإفسادها فيقول: وبايعادون المدارس والمساجد والســــــجود والخمر في لسواق باتبسط به أفراخ اليـــهــود وتبرجت حرات في لسواق حلوات الخـــــدود ويختتمها بمآل أبناء وطنه من جرّاء الاستعمار القادم وما ينتظرهم من المجهول: يا حــــــر جوفي يا حياة الذل يا مــر الكــــــبود قده أحسـن المسراح والمسكن يقع بأرض الزيــود وإلا إلى مكـــــــة ونترعوي لفيصل بن ســعــــود ابن الإمـــام العادل المنصف على رغم الحســــود وجاور الكعبـــة وزور المصطفى فخـر الـوجــود عليه صلى الله دائم عـــــــدِّ حــنات الرعـــــــــود
|
|
|
|
|
|
|
|