|
|
|
|
|
في الشرق والغرب وما بينهما
بقلم/ دكتور/د.عمر عبد العزيز
نشر منذ: 10 سنوات و 3 أشهر و 12 يوماً الأحد 10 أغسطس-آب 2014 12:23 ص
الشرق والغرب، سؤال عسير يتشظى مع الأزمنة السياسية المتعاقبة ويعيد إنتاج نفسه بكامل الصور الملهاوية والمأساوية ، ولعل ذات السؤال مازال متأرجحاً بين الحقيقتين الجغرافية المكانية، والمفاهيمية التي تخترق سياج الزمان والمكان ، ولعل هذا المفهوم الثاني المتعلق بالمفهوم هو أساس القراءة لهذه المعادلة القائمة على طرفين احدهما شرقي والآخر غربي ، لكن هذه الثنائية لا تستقيم على نسق واحد ، بل على تعددية مفاهيمية وواقعية أيضاً ، فالصراع العربي ـ الإسرائيلي يصب في مجرى علاقة العرب بالغرب السياسي المقرون بحلف شمال الأطلسي ، والدليل الفولكلوري على ما نذهب إليه أن هذه الدول الغربية تتحالف حتى مخ العظم حالما تنشأ مشكلة بين العرب وإسرائيل ، ومن هنا ثبت التصور الذهني المقرون بالشرق العربي والغرب الأوروأميركي ، مما يعيد إلى الأذهان المركزية التاريخية الأوروبية النابعة من عقيدة صراعية تاريخية رسخت في ذهن الثقافة السياسية الغربية تجاه العرب، حتى أن التدوين التاريخي الأوروبي للعالم يتعمد إغفال المرحلتين الأموية والعباسية، بل الاكتفاء بالإشارة إليهما بوصفهما مرحلتي توسع عصبوي عربي يتأسى بمقولات الجهاد الإسلامي، ومثل هذه المقاربة تنطوي على جناية بحق التاريخ الواقعي قبل العرب ، تماماً كما كان الحال ومازال إلى يومنا هذا .
ثنائية الشرق والغرب لم تقف عند تخوم العرب وأوروبا بامتداداتها الأمريكية الآنجلوسكسونية، بل تم تعميمها على التباين التاريخي بين نـموذجي الـغـرب السـياسـي الإقتصادي، والسوفيتي الإشتراكي ، وكان تجيير المقولة على عالم مابعد الحرب العالمية الثانية ينطوي على ذات المفهوم الغربي المتجني على التاريخ والجغرافيا ، حتى أن العقل المركزي الغربي اعتبر روسيا السوفيتية، ومن يتحالف معها مجرد صورة جديدة للشرق التاريخي العربي ، سواء لجهة التوصيف القائل بإرهابية النموذج السوفيتي ، أو لجهة المغالاة في اتهام اليسار العالمي بالإلحاد المفارق لروحية الدين المسيحي ، ومن طرائف هذه الصورة الذهنية أنها قد تشمل آسيا الكبيرة ، وخاصة الصين الشعبية ، ففي مقاربات «هنتنجتون» المنطلقة من ذات المفهوم الصراعي الأزلي بين الشرق والغرب القول بأن الكونفوشيوسية الدينية ستتحالف مع الإسلام تمهيداً للحرب الكبرى التي سيشكل فيها الغرب محور الخير، والشرق محور الشر .
Omaraziz105@gmail.com
|
|
|
|
|
|
|
|