اللقاء الذي جمع الاخ الرئيس عبد ربه منصور هادي وممثلين عن الاتحاد العام للغرف التجارية والصناعية وعدداً من رجال الاعمال والصناعيين لا يخلو من دلالة ,سواء من حيث توقيته او من حيث مضمونه , خاصه وان اللقاء كان مثمراً وبناء.
اما من حيث توقيته فإنه يأتي في سياق التصعيد الأمني الخطير والاحتشاد الحزبي والتلويح باستخدام القوة داخل أمانة العاصمة .. وهو ما يثير ـ بالتأكيدـ مخاوف المستثمرين ورجال الصناعة والتجارة ,فضلاً عن ان هذا التوقيت يأتي متزامناً ـ كذلك ـ مع خطوة الحكومة الاخيرة بإعاده النظر في الزيادات التي طرأت على تحرير اسعار المشتقات النفطية منذ فتره قصيره.
اما في مضمون هذا اللقاء فإنه يأتي نتاج حرص الطرفين (الحكومي والقطاع الخاص) على تنسيق السياسات الاقتصادية التي تساهم في التخفيف من اعباء هذا التحدي وذلك من خلال التزام هذا القطاع بعدم رفع الأسعار وتقدير الظرف الاستثنائي الذي يمر به الوطن.. وهو ما عبر عنه رجال الاعمال من التجار والصناعيين في إطار هذه الشراكة باعتبار ان تأزيم الموقف التمويني سوف ينعكس سلبا على مختلف الأطراف.
وتبعا للنتائج الملموسة فإن ثمة استقرارا في اسعار السلع الغذائية والتموينية عدا تلك الزيادات الملحوظة في أسعار الخدمات والمواصلات وبعض أسعار تجار التجزئة من قبل ضعفاء النفوس الذين يحاولون الاستفادة من هذه المناخات لمضاعفة أرباحهم وبصورة جشعة وغير قانونية.
وبالمناسبة, لفت نظري تصريح موضوعي يعبر عن حرص هذا القطاع والتأكيد على الالتزام بمنظومة الاصلاحات السعرية التي اقرتها الحكومة باعتبارها المخرج الآمن من حالة الاختلالات الراهنة ..وباعتبارها ـ لذلك ـ اجراءً ضرورياً في إطار مكافحة الفساد والحد من التهريب وسد ذرائع الاستيلاء على المال العام من خلال تهريب المشتقات النفطية الممنهج الى دول الجوار الافريقي ..وهي المضامين التي اكد عليها الاخ الحاج يوسف عبد الودود رئيس جمعية رجال الاعمال بالحديدة ,مضيفا في هذا الصدد قائلاً:
ـ «ان الإجراءات الحكومية الاخيرة في شأن تعديل اسعار المشتقات النفطية إثر رفع الدعم عنها قرار صائب ولما فيه المصلحة العامة وبخاصة لجهة نزع فتيل الازمة وسحب البساط عن المتربصين بأمن واستقرار اليمن, منبها الى اهمية وضرورة الاصطفاف الوطني وتحديداً في هذا الظرف الذي يتطلب الوقوف الى جانب قيادة الرئيس هادي وبما يمكن استكمال الفترة الانتقالية وبالتالي بناء الدولة اليمنية الحديثة على اسس ومعايير العصر».