|
|
|
|
|
وطني يا روح أبي
بقلم/ صحافي/احمد غراب
نشر منذ: 10 سنوات و شهرين و 28 يوماً السبت 27 سبتمبر-أيلول 2014 11:37 ص
- في مثل هذا اليوم 26 سبتمبر 1962م ولد اليمن وفي مثل هذا اليوم 26 سبتمبر 2013م توفي ابي وفي مثل هذا اليوم 26 سبتمبر 2014م بكيت مرتين مرة على وطني ومرة على أبي. أحمد غراب -
في مثل هذا اليوم 26 سبتمبر 1962م ولد اليمن وفي مثل هذا اليوم 26 سبتمبر 2013م توفي ابي وفي مثل هذا اليوم 26 سبتمبر 2014م بكيت مرتين مرة على وطني ومرة على أبي.
الأقسى من أن تكون يتيم الأب أو الأم أو كليهما أن تكون يتيم الوطن ، أن تشعر أن وطنك يحتضر وأنت لاتستطيع ان تفعل شيئا لإنقاذه ، أن ترى كل ذكرياتك الجميلة ، كل الروابي الخضراء التي كنت تجري خلالها في طفولتك ، كل الشوارع العتيقة التي رسمت على جدرانها أحلامك وآمالك ،
كل الوجوه الطيبة التي عرفتها ، كل هبات الهواء وذرات الرمال وقطرات المطر ، كل أغاني الوطن ، وأهازيج الفلاحين ، ودموع الأمهات ، وأحلام الأطفال ، وحنين المغتربين ، كل مساءات الوطن وصباحاته ، كل ذلك كيف يمكن أن يغادرك وهو يسكن فيك وأنت تسكن فيه.
علمني أبي أن احب وطني رغم كل مافيه ، وأن أعمل واتفانى من أجله ، ولا اكتفي بأن أغنيه وأبكيه.
علمني أبي أن اقرأ الوطن في طيبة عينيه ، وبساطة قلبه ، واحساسه العميق بالأرض التي يزرعها ويهتم بها ، والأشجار التي يعتني بها ، والزروع التي يسقيها ، والكلمة الطيبة التي يصلح بها بين الناس.
أن أثور بحكمة لا بجهل ، وبعلم لا بعمى ، وأن أخالط فقراء الناس ، وأسمع منهم ، وأن أبحث عن الحكمة اليمانية من كبار السن البعيدين عن الأضواء والزخارف ، أولئك البسطاء الذين عاصروا الأمم واثقلتهم السنين فاختزلوا التجارب حتى صارت الحكمة صنيعتهم.
علمني أن لا أخسر أبناء وطني ايا كانت خلافاتي معهم فسقف الوطن يجمعنا ومن يخسر فإنما يخسر نفسه فالكل شركاء في الماء والهواء والكل من تراب الوطن وإلى تراب الوطن كلنا ننتمى لأمة واحدة ونعيش تحت سماء واحد وارضنا واحدة وربنا واحد وكتابنا واحد فلماذا نخسر بعضنا فنخسر وطننا الذي لا يعوض.
علمني أبي أن أحب وطني لأنه وطني ولأنه الأصل والمأوى والهوية والتاريخ ولأنه وجهي ، وحكمة لساني ، ورقة قلبي ، ولين فؤادي .
علمني أبي أن وطني هو ملامحي وصفاتي بسيطا كسهوله ، ِشامخا كجباله ، شجاعا كبحاره ، عميقا كوديانه ، كريما كأمطاره الموسمية ، وفيا كأرضه الخصبة الخيرة.
وطني الذي عشته في عيون ابي أعيشه اليوم في عيون أطفالي.
عاش اليمن حرا قويا موحدا.
أذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي
اللهم ارحم أبي وأسكنه فسيح جناتك وجميع أموات المسلمين |
|
|
|
|
|
|
|