في مقابلة تلفزيونية أوضح السياسي اللبناني المخضرم وليد جمبلاط قبل أسابيع وهو يصف المشهد العربي بأن جماعه «أنصار الله» في اليمن لن تهاجم العاصمة صنعاء وإنما ستبدأ قبل ذلك السيطرة على مدينة الحديدة بالنظر إلى أهميتها الاستراتيجية كما قال السياسي اللبناني؛ غير أن تقديره في ترتيب أولويات أجندة هذه الجماعة لم تكن دقيقة، حيث إنها استعجلت السيطرة على العاصمة حتى يسهل لها بعد ذلك التمدد إلى المدن الأخرى ومنها الحديدة.
وإذ أستذكر هذه التصريحات للسياسي اللبناني؛ أدرك تماماً تشابه التجربتين في البلدين الشقيقين، وأتمنّى على جماعة «أنصار الله» ألا تستنسخ تجربة «حزب الله» من خلال الاستئثار بالسلطة والاستحواذ على القرار الحكومي وتعطيل الجاهزية العسكرية والأمنية لصالح تقوية الميليشيات المسلّحة، فضلاً عن تلك المخاوف المرتبطة بتغذية الصراعات المذهبية والطائفية بالنظر إلى مخاطرها على وحدة الوطن وتماسك المجتمع.
لقد أحسنت القيادة السياسية بزعامة الرئيس عبدربه منصور هادي التعامل مع تلك التطوّرات بالحكمة والاتزان التي جنّبت اليمنيين مغبّة الدخول في حرب أهلية مدمّرة، وهو الموقف الذي حظي بدعم وتأييد إقليمي ودولي، غير أن المطلوب من هذه القوى التعامل بإيجابية مع التجاوب الرئاسي، والبدء عملياً في تنفيذ مضامين اتفاق السلم والشراكة دون انتقائية أو انتقاص.
باختصار شديداً جداً فإن المواطن اليمني يريد الأمن والاستقرار إثر المعاناة الطويلة جرّاء التجاذبات والصراعات على السلطة.
وبصراحة أكثر فإن هذا المواطن لا يريد استبدال اقتلاع فرد دكتاتور مستبد وظالم بإقامة دكتاتورية الجماعة التي يخشى أن تكون بديلاً عن النظام الديمقراطي القائم رغم هشاشته.. وهذا لعلمي ولا جاءكم شر..!!.