في سنة أولى ربيع عربي ظن الجميع ان الذي سقط في اليمن هو النظام ومع نهاية السنة الثالثة اكتشف العالم ان من بين الاشياء الكثيرة التي سقطت في اليمن كان النظام اقلها سقوطا حتى ان الذين سعوا إلى اسقاطه سقطوا قبل سقوطه وبدا الأمر وكأنهم اسقطوا انفسهم.
اشياء كثيرة سقطت ومازالت تسقط ويوشك اليمن ان يسقط ولعبة السقوط والاسقاط مازالت مستمرة تارة ضمن مسلسل غرام وانتقام واخرى ضمن دائرة السقوط باتجاه الصعود.
ما أسهل اسقاط النظام وما اصعب اسقاط الفوضى.
لا أحد يسقط غير الشعب ، لا أحد يرحل غير الشعب
لا أحد !! لا أحد !!! الشعب وحده يدفع ثمن السقوط والإسقاط معا .
احدهم يسأل لماذا لم تكن اليمن مثل تونس؟
فرق التعليم بيننا وبين تونس مائتا عام على الاقل وما أجمل اليمن لولا الجهل ، لولا الجهل ما سمعت مثلا يقول " مِكَسّر غَلَب أَلْف مَدّار".
اذا كانت تونس قد انجبت حزب النداء والنهضة فاليمن انجبت حزب يا فصيح لمن تصيح ، و الــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرقدة وداحس والغبراء .
الذي كان يحلم قبل ثلاث سنوات بتغيير اليمن من الألف الى الياء صار يحلم اليوم ببضع ساعات من الكهرباء.
التغيير يعني علماً وتوعية يعني سلوكاً وقدوة.
التغيير يعني توعية الشعب، والانتقال به من مرحلة اللاوعي إلى مرحلة الوعي.
التغيير يعني القضاء على نسبة الأمية التي تصل الى أكثر من خمسين بالمائة .
التغيير يعني معالجة كل ما يعاني منه المجتمع من قطاع وثأر وعصبية ومناطقية وطائفية ومذهبية.
التغيير يعني أيضاً الشعب يريد تغيير الشعب، فالشعب الذي يختلف من أجل متصارعين إذا اتفقوا نهبوه وإذا اختلفوا طحنوه هو ذات الشعب الذي يخزن بقات مسموم ويشرب سيجارة من علبة مكتوب عليها «التدخين سبب رئيسي في السرطان ويؤدي الى الوفاة» .
التغيير ليس مصباح علاء الدين وليس عفريت «شبيك لبيك» التغيير عمل وصدق وإخلاص وعدل وحساب وعقاب.
التغيير ليس جيشاً يضعف وميليشيات تقوى وليس نفوذاً يشتد وحكومة تعجز.
التغيير يعني إرادة شعب بأن يتغير ويتعلم ويحاسب الفاسدين ويتوحد للقضاء على كل من يعكر حياته.
فهل نتغير ؟ وهل نغير بلادنا الى الافضل ؟
وهل ننقذ اليمن قبل سقوطها.
هل نكون يمنيين أم لا نكون ؟
ذلك هو التحدي.
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي.
اللهم ارحم أبي وأسكنه فسيح جناتك وجميع أموات المسلمين..