تذهب أستاذة علم السياسة في الولايات المتحدة الأمريكية ستاسي يادف إلى التأكيد على أن أحداث يوم 21 سبتمبر 2014م في العاصمة اليمنية صنعاء لا يمكن تفسيرها طائفياً أو اختصارها في عنوان طائفي كصراع سنّي شيعي أو كاستهداف للسنّة من قبل جماعة الحوثي، مؤكدة “أن ذلك الحدث في نقطة خانقة منه يدلُّ على فشل الإطار الانتقالي أكثر منه دلالة على الأيديولوجيا الحوثية”.
وتضيف في مقالة لها تحت عنوان “محدودية التأطير الطائفي في اليمن” نشرتها «يمن تايمز» باللغة الإنجليزية في عددها الصادر بتاريخ 30 سبتمبر 2014م: “إن الاستياء الواسع والمتزايد من بطء العملية الانتقالية قد يساعد في تفسير مسارعة كثير من الداعمين الخارجيين لليمن إلى تأييد اتفاق السلم والشراكة ودعم وقف إطلاق النار”.
وحين تؤكد أن الصراع الذي خاضته الحركة الحوثية ضد حزب الإصلاح لا يخلو من طابع ديني, فإنها تبرهن على “أن توصيفه طائفياً لا يستقيم ومعطيات حركته الدالة على محورية مناهضة الفساد في حراك الحوثيين وحراك غيرهم من اليمنيين”.
تابعت في الفترة الماضية كتابات يمنية وعربية وغربية معنية بالظاهرة الحوثية والتطورات المتصلة بتنامي قوتها السياسية والعسكرية وانتشارها على الجغرافيا اليمنية, فاكتشفت أن الكتابات اليمنية والعربية مريضة بالتوهم الطائفي, إما بحثاً عن كيفية صبغ الصراع السياسي المسلّح منه وغير المسلّح بالصبغة الطائفية, وهذا يصدر في معظمه من إعلاميين وكتّاب من الجوار وبحسابات لا صلة لها بالمصلحة الوطنية لليمنيين, وإما بهدف الهروب من قضايا الصراع ووقائعه المتحرّكة ميدانياً, وهذا يصدر من يمنيين وبحسابات الهروب من المسؤولية أو البحث عن عوامل دافعة لقوة الحركة في مواجهة الظاهرة الحوثية.
وحدها الكتابات الغربية ذات الطابع المنهجي سليمة من مرض الوهم الطائفي, وإن كانت بعض هذه الكتابات المرتبطة بدوائر السياسة الغربية تشير إلى البُعد الطائفي في الصراع السياسي الراهن باليمن, من باب تطييف الصراع من جهة ومن زاوية ارتباطات هذا الصراع بالدوائر المحيطة به من جهة أخرى.
وإجمالاً, فمعظم الكتابات الغربية تبرهن علمياً على استحالة التأطير الطائفي للصراعات السياسية في اليمن, وتؤكد أن الطابع الديني الظاهر في كل هذه الصراعات يعبّر عن مسمّيات مختلفة لقضايا سياسية محورها الصراع بين قوى الحكم الرشيد والمساءلة السياسية وقوى النفوذ والإفساد.
ما أخلص إليه هو أن إكساب الصراع السياسي الراهن في اليمن صبغة طائفية هو لعب خطر بنار تهلك الحرث والنسل وتدمّر الحاضر والمستقبل، وعليه ينبغي على القوى الوطنية اليمنية وأحزابها السياسية الخروج من وهم مرضى الطائفية، والكف عن تدمير وجودنا، والعمل على إنقاذ هويتنا الوطنية من التدمير والاندثار.
Albadeel.c@gmail.com