الرئيسية -أخبار -تقارير -تحقيقات -مقالات -حوارات -المحررين -إرشيف -سجل الزوار -راسلنا -بحث متقدم
التاريخ : الإثنين 23 ديسمبر-كانون الأول 2024آخر تحديث : 05:28 مساءً
الدكتوراه بامتياز للباحث عبده احمدالصياد .... امراة في عدن تقتل زوجها بمساعدة اصدقائها .... اعدام شخص في سيئون دون تنفيذ اخر امنبة له .... كلمات مؤثرة لام فقدت ابنها قتلا علي يداصدقائه في عدن .... وفاة مواطنة روسية في اليمن .... القبض على الدمية القاتلة .... انتحار طفل بالمخاء .... الماجستير بامتيازفي القانون الدولي للباحث مفيد الحالمي .... لمبة كهرباء تتسبب بمقتل شخصين .... اسرة في عتق تٍسال عن طفلها ....
دكتور/د.عمر عبد العزيز
طباعة المقال طباعة المقال
RSS Feed مقالات
RSS Feed دكتور/د.عمر عبد العزيز
RSS Feed ما هي خدمة RSS 
دكتور/د.عمر عبد العزيز
أسئلة متروكة للقارئ
ماهي الحوثية وكيف بدأت؟
ليتنا نتعلَّم منهم
ثُلاثيات متقابلة
الزمن السرمدي الأمريكي!!
سيناريو الجحيم النّووي
قرن الشيطان
سحرُ الأنثى
ميتافيزيقا من طراز ديمقراطي..!!
المعنى ومعنى المعنى

بحث

  
العائدة من الموت
بقلم/ دكتور/د.عمر عبد العزيز
نشر منذ: 9 سنوات و 11 شهراً و 22 يوماً
الأربعاء 31 ديسمبر-كانون الأول 2014 09:00 ص



انقطعت أخبار «مريوم» عن الحارة لأُسبوعين مُتتاليين، فقرر أهل الحارة الترحُّم عليها ليقينهم بأنها لاقت حتفها في البر الثاني، وفي ذات اليوم الذي حولوا فيه مركب نومها الخشبي المتهالك إلى نعش رمزي لها، شاهدوها تنبثق من أحشاء البحر وزرقته القاتمة، فبدت كالطود الراسخ في اعتلاء قامتها التي استطالت أكثر من أي وقت مضى، حتى التبست على الناظرين للهيئة، وقال أحدهم : ليست مريوم هذه التي ترونها، بل سارية سفينة قادمة نحو البر. 
تلك الرؤية المتضببة لسارية مريوم الشراعية سرعان ما ظهرت على حقيقتها، فها هي العائدة من طوفان الموت تتموْضع في القلب من المشهد البانورامي لحارة النوارس والبيوت المُشيَّدة من سعف النخيل، وتُناجز المساحات السرمدية التي تتناوب التنفُّس مع الملوحة والرطوبة والحرارة، لتُباشر موسيقى الأنين اليومي، بالترادف مع بحر كسول لا يتخلَّى عن مده وجزره الدائمين، بل وزهوه الأزلي بمساءات الشفق العابر، ومعانقة الرياح البحرية التي تطفو كاسفنجة تعتلي سطح الماء. 
خرجت من البحر ولم يتعرَّف عليها الناس، فقد ازداد جسدها الناحل ضموراً، وامتقعتْ بالحروق من أعلى الرأس إلى أخمص القدمين، وبدتْ عينها الوحيدة الظاهرة للملأ كما لو أنها عين ضفدع أخضر. كانت مشوَّهة وممزقة، حتى اعتبرها البعض جِنيَّة قادمة من عوالم الكائنات الزرقاء الَّلزجة.. ذات العين الواحدة. 
بمرور الأيام استعادت مريوم سيرتها الأولى، وظلَّت في الحارة تُناجز الرطوبة والملوحة والحرارة.. تُباشر، وكعادتها الدائمة، مناماتها المقرونة بحوار الجسد والجنس، وفي ذات القارب المتهالك بجوار بيت حمد الطيب. كانت لا تعرف الفرح البتَّة كما الذين يفرحون، ولا تبدو حزينة كعادة الحزانى من الناس، لكنها تبكي بحرقة شديدة إذا ما سمعت أن طفلاً في الحارة قد يتعرض للضرب من والديه. 
حدث مرة أن سمعت من وراء الجدار، تأنيباً لطفل لم ينتظم في الذهاب إلى مدرسة القرآن الكريم بالحارة.. قالت الأم للطفل: الفقيه سيضربك أيها الشقي، لأنك لم تلتزم بالذهاب إلى مدرسة تعليم القرآن الكريم. 
حالما سمعت ذلك القول أجهشت بالبكاء كم لو أنها أمرأة ثكلى. فاغرورقت عيناها بالدموع، وتردد صدى أنفاسها المتقطعة في أرجاء الحارة، حتى اجتمع الناس عليها لمعرفة سبب بكائها، وتطييب خاطرها، فقالت لهم بلسان الحال وفصيح المقال: لأن الولد سيُضرب إذا ذهب إلى المدرسة!. 
Omaraziz105@gmail.com 
تعليقات:
الإخوة / متصفحي موقع ردفان برس نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات
مقالات
كاتب/عباس غالب
توجُّه حكومي طال انتظاره
كاتب/عباس غالب
كاتب/حسين العواضي
توقعات العام الجديد
كاتب/حسين العواضي
كاتب/عبدالله الدهمشي
الزراعة أساس التنمية
كاتب/عبدالله الدهمشي
كاتب/فتحي أبو النصر
الحماسة وحدها لا تكفي
كاتب/فتحي أبو النصر
دكتور/عبدالعزيز المقالح
من عام الاختلاف إلى عام الائتلاف
دكتور/عبدالعزيز المقالح
عميد ركن/علي حسن الشاطر
الزمن.. واليمن وعام جديد
عميد ركن/علي حسن الشاطر
الـــمـــزيـــــد

جميع الحقوق محفوظة © 2009-2024 ردفان برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية
انشاء الصفحة: 0.595 ثانية