الرئيسية -أخبار -تقارير -تحقيقات -مقالات -حوارات -المحررين -إرشيف -سجل الزوار -راسلنا -بحث متقدم
التاريخ : الإثنين 23 ديسمبر-كانون الأول 2024آخر تحديث : 05:28 مساءً
الدكتوراه بامتياز للباحث عبده احمدالصياد .... امراة في عدن تقتل زوجها بمساعدة اصدقائها .... اعدام شخص في سيئون دون تنفيذ اخر امنبة له .... كلمات مؤثرة لام فقدت ابنها قتلا علي يداصدقائه في عدن .... وفاة مواطنة روسية في اليمن .... القبض على الدمية القاتلة .... انتحار طفل بالمخاء .... الماجستير بامتيازفي القانون الدولي للباحث مفيد الحالمي .... لمبة كهرباء تتسبب بمقتل شخصين .... اسرة في عتق تٍسال عن طفلها ....
دكتور/د.عمر عبد العزيز
طباعة المقال طباعة المقال
RSS Feed مقالات
RSS Feed دكتور/د.عمر عبد العزيز
RSS Feed ما هي خدمة RSS 
دكتور/د.عمر عبد العزيز
أسئلة متروكة للقارئ
ماهي الحوثية وكيف بدأت؟
ليتنا نتعلَّم منهم
ثُلاثيات متقابلة
الزمن السرمدي الأمريكي!!
سيناريو الجحيم النّووي
قرن الشيطان
سحرُ الأنثى
ميتافيزيقا من طراز ديمقراطي..!!
المعنى ومعنى المعنى

بحث

  
الموت الأول
بقلم/ دكتور/د.عمر عبد العزيز
نشر منذ: 9 سنوات و 11 شهراً و 21 يوماً
الخميس 01 يناير-كانون الثاني 2015 08:53 ص


خرج نفر من أهل الحارة لأداء صلاة الصبح، ولم يكونوا يدرون أن «مريوم» مسكوبة على رمل المكان، ذلك أنها لم تكن نائمة البتَّة، بل منطلقة صوب مسارها المقرون باللامعنى واللاهدف. 
هذه المرة كانت مستلقية على وجهها في الشارع العام للحارة، اقترب أحدهم منها.. صاح بأعلى صوته: مريوووم.. لم تجبه.. اقترب الآخر وبصوت أعلى من سابقه، ولا حياة لمن يُنادي، تجرأ الثالث على تحريكها بعد أن أفرغ كوب ماءٍ باردٍ على هامتها، لكنها ظلت غارقة في منامها الأبدي. 
انتشر خبر موتها في أنحاء الحارة، فتجمهر الناس حول الجثة، وتدافعت النسوة نحوها، في مباراة حرة لتقديم الآراء والمقترحات حول أفضل السُّبل لتكريم مريوم في منامها البرزخي. 
كانت الاستعدادات على أشدّها، والخرق البيضاء الناصعة تخرج من أبواب المنازل، والأبخرة تتناوب معارج تشكلاتها السَّديمية، والأطفال في حيرة مما يجري، والطيور تهرب من أوكارها، كما لو أن بها مسّ من جنون مريوم، والبحر يتحول إلى مرايا زجاجية تومض بصواعق من ضياء فاقع. 
لكن هذه الظواهر كلها لم تفسر معنى موتها غير المنتظر، حتى جاء المنادي ينادي من بعيد: «يا أهل الحارة.. اعلموا أن مريوم ماتت بإرداة منها؛ لأنها سئمت من جِلدها وأسمالها وبيت صفيحها وقاربها المهوْدج. 
 منذ إصابتها بالجدري، ظلت على خصومة دائمة مع جِلدها الذي اخشوشن وتمزق ونزف دماً، فذهبت إلى مستشار موتها، وسبب نهايتها، فطلبت منه دواءً، فأعطاها نوعين من الأدوية.. مُسهِّل للبطن، ومرهم للجلد. قال لها: اطلِ جلدك بالمرهم ولا تشربيه، واشربي المسهل ولا تطلي به جلدك. 
حينها التمعت عيناها بالتقاطة سحرية، فرأت بعين اليقين دابة سفرها الناعم صوب فراغ الموت.. فقررت شرب المرهم، وطلاء جلدها بالمُسهِّل. 
كانت على ثقة بأن وصفتها الخاصة المناقضة لوصفة الطبيب المداوي هو المخرج لها من عذابها المقيم، وهكذا تداعت مع موتها المرصود في لوح الغيب، لتشاهد فجراً على قارعة الطريق، وهي في أجمل وأغرب موتة شهدتها الحارة. 

Omaraziz105@gmail.com 
تعليقات:
الإخوة / متصفحي موقع ردفان برس نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات
مقالات
كاتب/جمال حسن -
ماذا سيأتي بعد عام سيّئ..؟!
كاتب/جمال حسن -
كاتب/فتحي أبو النصر
ياللأحزان المتوالية
كاتب/فتحي أبو النصر
دكتور/د.عمر عبد العزيز
في حضرة التاريخ
دكتور/د.عمر عبد العزيز
كاتب/فتحي أبو النصر
عن المشاريع المتخلّفة والانتهازية
كاتب/فتحي أبو النصر
كاتب/عبدالواحد أحمد صالح
سنظل متفائلين
كاتب/عبدالواحد أحمد صالح
كاتب/عبدالله الدهمشي
الزراعة أساس التنمية
كاتب/عبدالله الدهمشي
الـــمـــزيـــــد

جميع الحقوق محفوظة © 2009-2024 ردفان برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية
انشاء الصفحة: 0.067 ثانية