- ثمة خيمة أليمة وداكنة تخيم على النفوس الأبية بألوان من الأحاسيس والمشاعر اليائسة والحزينة والآمال الميتمة في كل جهات بلد (( النفس الأصيل )) وطن الإيمان والحكمة ! ويكبر حسن أحمد اللوزي -
ثمة خيمة أليمة وداكنة تخيم على النفوس الأبية بألوان من الأحاسيس والمشاعر اليائسة والحزينة والآمال الميتمة في كل جهات بلد (( النفس الأصيل )) وطن الإيمان والحكمة ! ويكبر الداء الوخيم مثل كرة الثلج متدحرجة في كل المعابر والطرقات لتسد المنافذ المُحتملة بأعمال الغدر وجرائم الإرهاب في مستهل عام البشارات كما ذهب إلى ذلك كل من يأملون ويتفاءلون . ولكن هيهات تتوقف دورة الحياة الأبية أو ينكسر الشعب الأبي الصابر والصامد والمكافح مهما تفاقمت آلام وأحزان التحديات الأمنية والاقتصادية والسياسية واستفحلت الأمراض الاجتماعية ?
ومع ذلك فإنه من الطبيعي أن يزداد خوفنا وقلقنا على حاضر ومستقبل وطننا العزيز الغالي الذي ما يزال أسير المناحات تحت نير الجرائم الإرهابية والأعمال الفوضوية المدمرة و في حصار المخاوف والقلق وصرعة الاحتقان والضيق وكأن البلد الطيب يختنق من كل جانب بجنون حقد المتآمرين والمتربصين بوحدته وحريته وأمنه واستقراره وتطلعه نحو السلم والشراكة الوطنية والسير في طريقه نحو المستقبل ?
فمن أين يأتي الأمل والتفاؤل بالعام الجديد ؟؟
في يقيني بأن الأمل والتفاؤل يأتيان من شهادة الرسول صلوات الله وسلامه عليه لشعبنا بالإيمان والحكمة فلا يوجد شيء في الأرض ولا فعل مهما كان من أن يزعزع من إيمان الشعب أو ينال من حكمته ولا شك أنه بهما وبالروح الحضارية الأصيلة والكامنة في ماهية شخصيته قادر على التغلب على كل الصعوبات ومواجهة كل التحديات وتحقيق كل الآمال والطموحات وكل ذلك بروح الإرادة الوطنية الواحدة وجمع الشمل في اصطفاف وطني واحد !
وجدولة تلك المهام بداية من التغلب على كافة التحديات وفي المقدمة منها التحديات الأمنية ومواجهة الإرهاب والتصدي لجرائمه الغادرة والتغلب على آثارها المريرة والمدمرة وبالدرجة نفسها مواجهة التحدي الاقتصادي الذي يمكن أن يسقط الدولة أية دولة كبيرة كانت أو صغيرة كما أنه قد يفقر شعوبا وأمما بكاملها ويوصلها إلى ما لا يحمد عقباه وفي الدرجة الثالثة تأتي التحديات السياسية والاجتماعية لأنها في حالة بلادنا تبدو متشابكة إن لم تكن متداخلة وعصب التغلب عليها والتخلص منها يكمن في المصالحة الوطنية الشاملة والتعجيل لترتيب البنيان المرصوص للاصطفاف الوطني من أجل الانتصار للشرعية الدستورية الكاملة بعد ان تمت والحمد والشكر لله صياغة مشروع الدستور الجديد وحتما سوف يكون هذا العام عام التصويت عليه من قبل الناخبين والناخبات بعد تبنيه والموافقة على محتواه من قبل كافة الأحزاب والتنظيمات السياسية والمكونات الجديدة ومن أجل أن يشهد هذا العام السير قدما لإجراء الاستحقاقات الانتخابية العامة الحرة والمباشرة لكل السلطات الدستورية المركزية والإقليمية والمحلية كما سوف يبينه الدستور .
بينما المطلوب ومن حيث المبدأ هو كيف يساعد الجميع هذه الحكومة الفدائية لتسير بخطى حثيثة في الاتجاه الصحيح لتحقيق المهام والأهداف التي تعهدت وتحملت مسؤولية إنجازها أولا بأول وبتوظيف كل القدرات والإمكانيات .
كما نتطلع بأن يتعاون الجميع بل وأن يتنافسوا في إزالة العوائق والكوابح في طريق الإصلاحات المطلوبة وان لا يسمح مطلقا لظهور أي حجر عثرة في هذا الطريق الذي سوف يخرج البلاد من النفق المظلم وبحيث يتعاون الجميع في معالجة الأدواء العميقة التي هي موضع اتفاق الجميع عليها والفهم الواحد المشترك لمعالجتها بصورة سليمة وسلمية وقانونية ودستورية.
والأهم في نظرنا هنا هو اعتماد الشفافية الكاملة في كل خطوة يتم اتخاذها في هذا الطريق والإعلان عنها وبما يتاح من التفاصيل سواء كانت في صورة موقف معلن أو قرار مُتَّخِذ أو معالجة إدارية أو مالية أو إجراءات تنفيذية في خدمة المصلحة العامة كي يتم إغلاق المنافذ أمام الممارسات الإعلامية الهدامة التي تحاول أن تشوه من صورة وحقيقة ما تم أو يتم اتخاذه من المواقف والقرارات والإجراءات التي هي حق لكل السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية والمالية والإدارية وسواء منها المركزية والمحلية وان لا يترك للبهتان مجالا للعبث بالأذهان أو التغرير بالرأي العام المحلي والإقليمي والعالمي
نعم اليمن في قلوبنا، واليمن أولا واليمن أغلى ، وهناك الكثير من الشعارات التي يمكن أن نرفعها وتشكل لها الهيئات والمنظمات لكن القضية الحقيقية هي أن اليمن سفينتنا التي لا مناص لنا من أن نحافظ عليها ونعبر بها إلى حاضرٍ جديد ومستقبلٍ أفضل اليمن سفينتنا والكل بمختلف اتجاهاتهم، ونواياهم ومذاهبهم وبكل مايشهده عالم الإنسان من تباينات وتوافقات كقاعدة إنسانية نحن على هذه السفينة التي إن تركناها للخروقات التي صارت تدميها وتشوهها وإن توسعت لا قدر الله سوف تتشظى وتغرق بِنَا جميعا لا أحد سينجو ولا منقذ لنا سوى في أن نسير قدما لتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة والعاجلة بالتزام الجميع وتجسيدهم لمبدأ العدالة التصالحية وان نبني على قاعدتها القوية والراسخة كافة قواعد الاصطفاف الوطني الحقيقي والله من وراء القصد