تقول كل معطيات الأزمة اليمنية الراهنة إن التسوية المتاحة والممكنة هي تلك التي تقوم على اعتراف جميع القوى السياسية وكل أطراف الأزمة المتفاقمة, بأن قاعدة الحل وبوابة الخروج من جحيم الانفجار والانهيار, محددة وواضحة في التوافق الكامل والعاجل على مرحلة انتقالية محددة بعام قابل للتمديد المبرر إلى عام آخر.
متطلّبات المرحلة الانتقالية تتمثّل بإطار مرجعي وهيئات تنفيذية, وإجراءات معترف بشرعيتها من قبل الجميع, إما بالرجوع إلى ما هو قائم أو بالاتفاق على غيرها من البدائل والوسائل, وحتى لا نتوه في التعميم نقول بوضوح إن القوى السياسية اليمنية كلّها جميعاً مطالبة بالتوافق سريعاً على إعلان دستوري يمثّل إطاراً مرجعياً جديداً للمرحلة الانتقالية, وتعمل بمرجعيته هيئات تمثّل الشراكة والتوافق وتجسّد الإرادة الوطنية في التغيير والانتقال باليمن إلى مستقبله المنشود وغده الواعد بالتقدم والازدهار.
تتمثّل هيئات السلطة الانتقالية, بهيئة تشريعية وسلطة سيادية وحكومة تنفيذية وهذه الهيئات مع الإطار المرجعي الجديد, يمثلان الشرعية القائمة ويستندان إليها في الإضافة الجديدة لكل مرجعياتها وهيئاتها, وذلك من خلال توافق متاح وممكن على القواعد والاجراءات وعلى المهام والآليات, وعلى إدارة الخلاف ومواجهة كل الاحتمالات المتوقعة للأداء التنفيذي بالفشل أو النجاح.
سأتمسك بالتفاؤل في مناخ كامل التشاؤم, خاصة والقوى التي أهدرت الفرصة السانحة بالمبادرة الخليجية, وما حظيت به اليمن من وحدة الموقف الإقليمي والدولي, وقوة الدعم المادي والسياسي, هي نفسها القوى التي يعوّل عليها في الخروج من الجحيم المفتوح على كوارث الاقتتال ومصائب الدمار والانهيار, في ظروف انقسم فيها الموقف الاقليمي والدولي, ودخلت به اليمن خارطة التجاذبات الحادة على المصالح والنفوذ بين القوى الاقليمية والدولية.
ليس على أنصار الله سوى التمسك بالقاعدة الأساس لأية تسوية وأعني بها المرحلة الانتقالية, بمرجعية مخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة الوطنية, ليكون هذا منطلقاً إلى تسوية ممكنة التوافق على إعلان دستوري يمثّل الشرعية والمرجعية للمرحلة الانتقالية, وسلطة تشريعية مجسدة للشراكة ومعبّرة عنها في إدارة المرحلة وتشكيل سلطة الدولة والحكومة التنفيذية, وكل هذا في فترة زمنية لا تتجاوز شهرين من التوقيع على الاعلان الدستوري الجديد, وعلى بقية القوى أن تبدأ من هذا وأن تركز عليه, ليكون محور الحوار المفتوح حول المشكلات الواقعية والاجراءات المطلوبة للخروج من وضع الأزمة إلى مفتتح الخروج منها نظرياً وعملياً ثم الانتقال بها إلى وضعية آمنة من عواصف الانفجار أو الانهيار.
albadeel.c@gmail.com