مع انهيار التوازن الدولي بسقوط الاتحاد السوفيتي في بدية عقد التسعينيات من القرن الماضي، الذي كان يمثل القوة العالمية في مواجهة القوة العالمية الأخرى في الغرب.. فكان سقوطه أي الاتحاد السوفيتي انفردت القوة الرأسمالية الغربية بالعالم وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية فسلم العالم المستضعف كل أوراقه، ونفسه لتعبث به قيادة النظام العالمي الجديد الوحيدة ممثلة بالإدارة الأمريكية، والوطن العربي والإسلامي لم يتأخر بل كانت أنظمته تتسابق لإثبات الولاء والطاعة، وتسلم نفسها للطغيان العالمي الجديد «الأمركة» .. وكل يحاول أن يظهر تجاه الأمركة للعالم أنه أمريكي أو بشكل صحيح أنه تابع للإدارة الأمريكية، وآلة بيدها تحت وطأة السياسة الأمريكية العدوانية، ويلبي كل أوامرها، وتوجيهاتها وطنيا رغم أنها مدمرة للوطن، وعلى المستوى القومي بالتآمر على أشقائه من العرب والمسلمين والتعاون في صناعة الإرهاب، واحتضانه، وإيوائه لتحريكه بعد ذلك حسب خطط وبرامج ومؤامرات الأمريكية لإسقاط الأنظمة العربية والإسلامية الوطنية، والرافضة والمقاومة، والممانعة والمناهضة للمشروع الأمريكي الصهيوني الهادف إلى قصف النظام العربي القطري، بعد أن ضرب النظام العربي العام وتدمير جيوشهم، ونظمهم، وتدمير دولهم، واقتصادياتهم، وتمزيق دولهم إلى مزق، ونتف تكون دولة العصابات الصهيونية هي الأقوى، والمهيمنة، والمسيطرة كذراع عسكرية متقدمة للأمريكان لقمع أي بلد عربي يريد التحرر من التبعية للطاغوت العالمي الجديد.. هذا الطاغوت الذي بدأ ينحسر من الساحة العالمية، نتيجة لاستنزافه عالمياً، وتكبيده خسائر فادحة من الأموال بلغت إلى الترليونات دون أي مكاسب.. وبالمقابل دخلت الساحة الدولية وبقوة قوى جديدة أهمها “روسيا الاتحادية”.
القوى العالمية الجديدة تعاملت مع الطاغوت العالمي الجديد، أو النظام الجديد خلال أكثر من عقدين من الزمن، وأدركت أن هذا النظام لا يصلح لإدارة العالم، يريد فرض إرادته على العالم، وينكث العهود والمواثيق، ويتنصل منها.. الأمر الذي دفع بقوى جديدة للبحث عن تحالفات جديدة من هذه القوى “روسيا الاتحادية + الصين + الهند + جنوب أفريقيا + البرازيل” هذه الدول التي شكلت تحالف “بريكس” وتقوم بتنسيق مواقفها تجاه القضايا العالمية، وتتخذ مواقف تجاهها، وخاصة بعد أن رأت الطاغوت العالمي الجديد يهدد الأمن والسلام الدوليين بمواقفه العدائية الواضحة للعديد من بلدان العالم التي ترفض مشاريعها الإمبريالية.. بل والقيام بمهاجمة العديد من البلدان لتغيير أنظمتها الوطنية ونشر الإرهاب والفتن والحروب فيها كما حصل في أفغانستان، والعراق، وأخيراً على ليبيا، وصارت تقترب من العدوان على سوريا، وتهدد إيران، وتدعم الإرهاب في مصر، ولبنان.. لكن كانت روسيا الاتحادية لها بالمرصاد بدعمها لسورية، والوقوف بجانبها بقوة، وإلى جانب إيران وكوريا الشمالية، وهو ما يدعو البلاد العربية الإسلامية إلى التحالف مع القوى الجديدة “بريكس” للإسهام بالأمن والاستقرار العالمي وحماية أنفسهم.