وسط الظلمة الحالكة التي تلف سماء المنطقة العربية ، حمل الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى قمة الكويت أملاً في بزوغ ميلاد جديد لليمن إثر ملحمة التوافق بدلاً عن الخصومة والجنوح للسلم عوضاً عن الاحتكام إلى لغة الاحتراب .
لقد كان خطاب الرئيس هادي أمام القمة بمثابة رسالة واضحة تؤكد على جملة من الحقائق الموضوعية ، لعل في طليعتها توافر الإرادة السياسية للقوى والنخب في المجتمع إدارة صراعاتها بلغة الحوار والعقل ، فضلاً عن الحنكة القيادية التي تمثلتها شخصية الرئيس هادي ،وهي تتعامل مع هذه المتغيرات إذ أنها كانت – ولا تزال – جهوداً محط إجماع وطني وهي تدير هذه العملية باقتدار وفقاً لمنظور استراتيجي .
وبالطبع ، فإن الأمر لا يقتصر على إرادة الداخل وإنما تطلب أيضاً توافر الإجماع الخارجي لدعم تجربة التحول السياسي .. وهو ما تجلى في الإجماع الأممي غير المسبوق لرعاية ودعم هذه التجربة .. وهو الأمر الذي عجزت الإرادة الأممية عن توفير مناخات التوافق لحل المعضلات القائمة في أكثر من بلد عربي وخاصة في تلك التي لا تزال تعيش احتراباً داخلياً خطيراً .
وإجمالاً فإن التجربة اليمنية المتفردة التي عبر عنها بصدق الرئيس هادي في هذه القمة قد أكدت – بما لا يدع مجالاً للشك – أن العرب قادرون على تجاوز تحديات أوطانهم إذا ما احتكموا إلى المنطق والعقل ، ما يعني استحقاق هذه التجربة دعماً عربياً إضافياً ، حيث تجلى ذلك في تجديد الأسرة العربية في بيانها الختامي لأعمال قمة الكويت تثميناً لهذه الروح التواقة إلى التغيير السلمي وإعادة بناء الوطن دون كلفة باهظة .
وبتأكيد فإن الأمر لا يقتصر عند هذا المستوى ، بل كان الخطاب الرئاسي واضحاً في تحديد طبيعة الصعوبات التي لا تزال ماثلة أمام استكمال المرحلة الانتقالية والتي اجترحها اليمنيون في أمري الاقتصاد والأمن .. وهي المسؤولية التي تقتضي من الأسرة الأممية التي رعت هذه التجربة مواصلة الدعم وبوتيرة تتسم بالفاعلية والانسيابية ، خاصة مع النجاح المتميز الذي طبع إدارة الرئيس هادي خلال الفترة المنصرمة وبحيث بات قاب قوسين أو أدنى من استكمال ملحمة الانتصار غير مسبوق في استعادة وجهة اليمن السعيد .
لكل تلك المعطيات كان طبيعياً أن يترك الخطاب الرئاسي اليمني - بما يحمله من حقائق ودلالات - مساحة من الأمل بإمكانية الالتقاء العربي على الحد الأدنى من القواسم المشتركة بين أطراف الصراع داخل أكثر من قطر عربي استرشاداً بالأمل القادم من اليمن.
دعواتكم ...
استسمح القارئ الكريم في اخذ استراحة لبضعة ايام للسفر الى الخارج لاستكمال العلاج , متمنيا من القارئ الدعاء لي بالشفاء.. القاكم في تناولة مقبلة إذا كان للعمر بقية.