يلتقي رواد الفن ومبدعوه ونقاده عند تخوم المعارض التشكيلية، حيث التواتر الإبداعي وتجدّده .
مرت المعارض التشكيلية بمراحل طويلة، وفاضت بوفر من التجارب التشكيلية، وتنوّعت فيها المدارس الفنية، وتنامت معها الكثير من القيم البصرية الجمالية والدلالية.
واليوم ونحن في حضرة سنة جديدة من سنوات الإبداع التشكيلي المديدة، لا بد لنا من استيعاب المعنى العميق الذي تجليه مثل هذه التظاهرات الفنية الثقافية.
المعارض التشكيلية بقوة الدفع كانت ومازالت موصولة بمرئيات واضحة، ولهذا السبب لا يمكنها أن تحقق حضوراً مؤكداً في الزمنين الثقافي والمجتمعي، إلا ضمن رؤية تضع بعين الاعتبار أسباب النجاح، الأمر الذي ينعكس على أوجه المُعالجات البصرية الجمالية ذات الصلة بالخصوصية المحلية وتيارات الفن العالمي، فالمعارض الناجحة تشتمل على التصوير بأنواعه الزيتي والمائي والاكريلك، كما تشتمل أيضاً على مدارس أكاديمية وأخرى تعبيرية واقعية، ومدارس تجريدية، وصولاً إلى الفنون العصرية المفاهيمية، وفنون الحداثة وما بعد الحداثة .
خلال السنوات الماضية تفارقت الرؤى عند تخوم التنوع الحميد، وتمازجت المدارس الفنية لتقدم لنا بانوراما واسعة من التعابير والمعطيات الأسلوبية، بالتوازي مع الاشتغالات والورش المكرسة والندوات، مما يمنح التظاهرات التشكيلية بهاء خاصاً.
المعارض الواعدة تتقدم على خُطى الخصوصية المتماهية إيجاباً مع روافع المعنى والمبنى القادم من أساس التشكيل وتضاعيف أبعاده، وللمتأمل واسع النظر والفطنة في أن يستجلي تلك الأبعاد من خلال قراءة بصرية شاملة تضعه في قلب المعادلة، وتنعش ذاكرته ووجدانه كيما يقترب من خيار الثقافة المؤسسية القائمة على الروية والدربة والتجريب .
Omaraziz105@gmail.com