بـدأت وسـائل الإعـلام المرئية والمسموعة مع إطلالة الشهر الكريم تشهد تسابقاً محموماً على كسب ود المتابع المحلي من خلال سلسلة برامج إذاعية وتلفزيونية شيقة وممتعة ومتنوعة ( حسب القراءة الأولية لدوراتها البرامجية خلال هذا الشهر الفضيل ) وذلك بهدف الاستحواذ على أكبر نسبة من المشاهدة. 

 وإن كان هذا حق مشروع لمختلف الوسائل الإعلامية في التنافس على كسب ثقة هذا الجمهور، فإنه – كذلك – يضع هذه الوسائل أمام مسئولية وأهمية المضامين التي تحملها هذه الرسالة الإعلامية من حيث ضرورة أن تكون في سياقاتها العامة هادفة وموضوعية تحث على إشاعة مناخ التفاؤل والارتياح، لكن في غير ابتذال أو سماجة.. وتدعو جمهورها إلى التسابق للحصول على الجوائز الصغيرة والكبيرة منها، لكن في غير أن تكون بدواعي النصب و الاحتيال.. تترك فسحة للترويح عن النفس، لكن دون أن يكون ذلك على حساب الحيز المأمول في برامجها التثقيفية والتوعوية في شئون الدين والدنيا على حد سواء. 

  وأحسب أن هامشاً كبيراً من هذا الحيز الإعلامي سوف تستحوذ عليه برامج المسابقات الرمضانية المعتادة سنوياً خلال هذا الشهر الكريم وذلك في جمع التبرعات لأعمال الخير وتشييد المشروعات الخدمية.. وهو أمر محمود ومهم، خاصة تلك البرامج التي أثبتت جديتها في ترجمة وعودها الرمضانية السابقة إلى وقائع ميدانية ملموسة.. وأتذكر منها – على سبيل المثال – برنامج الشيخ محمد العامري الهادف بناء مستشفى تخصصي لمعالجة الأمراض السرطانية، حيث نجح المشروع في استكمال تنفيذ البنية الأساسية وبحيث لم يتبق غير التجهيزات الطبية والفنية، كما علمت عن ذلك من بعض التصريحات لمشرفي المشروع. 

*** 

وبالمناسبة، استغرب الصمت الذي يلف الجميع تجاه تلك البرامج التلفزيونية التي جمع أصحابها ملايين الريالات وكميات من المصوغات الذهبية والفضية خلال الأعوام الرمضانية السابقة من المتفاعلين اصحاب القلوب البيضاء من أبناء الوطن في الداخل والخارج دون أن يلمسوا – على أرض الواقع – نتائج ومخرجات تبرعاتهم تـلك، بينما لاذ أصحاب تلك البرامج التلفزيونية بالفرار وكأن شيئاً لم يكـن.. وهـو مجـرد لوم وعتاب على أصحاب بعض تلك القنوات الفضائية التي تبنت تلك البرامج وبحيث أصبحت مسؤولة أخلاقيا وأدبيا أمام المتبرعين بالوفاء بتلك الالتزامات..