• التوجيهات الرئاسية الكريمة التي صدرت بسرعة نقل الزميل عارف البدوي إلى الخارج للعلاج لا ندري إلى أين وصلت، وأين هي السرعة التي تضمنتها التوجيهات الرئاسية؟ فحتى الآن ومنذ حوالي أسبوعين على التوجيهات الرئاسية لا يزال الزميل عارف يرقد في المستشفى على أمل أن تجد توجيهات الرئيس طريقها إلى التنفيذ، وإن كان لم يفقد الأمل بعد؛ إلا أن حالته النفسية ساءت كثيراً وهو يرى تجاهل الجهات المعنية لحالته الصحية الحرجة وعدم تجاوبها مع التوجيهات الرئاسية.
• فخامة الرئيس كان سباقاً في التجاوب مع الزميل عارف وحالته الصحية الحرجة وأصدر توجيهاته بسرعة علاجه بالخارج على نفقة الدولة، لكن من صدرت إليهم التوجيهات لتنفيذها لم يكن تجاوبهم سريعاً بقدر تجاوب فخامة الرئيس، فظلت هذه التوجيهات حبيسة الأدراج ولم تتجاوز إطار ملف المراسلات والأرشفة، ولا يزال الزميل عارف على حالته المرضية الحرجة، هذا إن لم تزدد سوءاً بسبب الانعكاسات النفسية السلبية جراء تجاهل هذه التوجيهات.
• سيادة الرئيس اسمحوا لنا أن نخاطبكم بالقول : كنتم قد تكرمتم مشكورين بالتوجيه بعلاج الزميل عارف البدوي في الخارج على نفقة الدولة، وهو موقف إنساني مشرف ونبيل من فخامتكم ثمّنته كافة الأسرة الصحفية بالمحافظة، لكن حتى الآن ـ وللأسف ـ لم يحصل أي شيء مما وجهتم به ولا حتى بوادر لتنفيذ توجيهاتكم الكريمة التي يبدو أنها ضاعت أو تم تغييبها في دهاليز الجهات المعنية.
• إن حالة الزميل عارف الصحية الحرجة لا تحتمل المماطلة والتسويف والأخذ والرد، فإما أن تقوم الجهات المعنية التي صدرت إليها التوجيهات الرئاسية بالتجاوب مع هذه التوجيهات وتنفيذها أو الاعتذار عنها، أما أن تظل هكذا معلقة فهو تصرف لا إنساني وغير مقبول، فالأمر لا يتطلب اجتراح معجزة أو اختراعاً من أي نوع، إما الموافقة أو الرفض.
• الزميل عارف البدوي هو أحد رموز الإبداع في مجال فن الكاريكاتير في اليمن وليس من العدل والمنطق والأخلاق أن يتم التعامل معه بهذه الصورة اللا إنسانية، وهذا الإهمال والتجاهل غير المبررين من قبل الجهات المعنية لدرجة المماطلة والتسويف في توجيهات رئاسية ورفض مد يد المساعدة له وإنقاذه من حالته الصحية الخطيرة، ولو أن المريض واحد من “شلة المطبلين” والمتزلفين لقامت هذه الجهات بالإسراع بعلاجه في الخارج والتكفل بكافة نفقات العلاج والنقاهة وأيضاً التبضع.
• مشكلتنا في هذا البلد أننا نتعامل مع مبدعينا ـ بلا استثناء ـ بإهمال ولا مبالاة، ولا نذكرهم إلا حين مرضهم أو بعد رحيلهم عن هذه الدنيا، أما الاهتمام بهم وبإبداعاتهم وهم بين ظهرانينا، فذلك أمر لا وجود له في قاموسنا، ولا تفكر الجهات المعنية بتقديم يد المساعدة إليهم إلا بتوجيهات عليا؛ هذا إن فكرت أصلاً، فبعض مسئولينا ـ للأسف الشديد ـ هم على شاكلة “مناعٍ للخير معتد أثيم”، حيث يتلاعبون بهذه التوجيهات ويماطلون في تنفيذها، فإما لا تظهر إلى النور إلا بعد فوات الأوان أو لا تظهر مطلقاً، كما هو في حالة الزميل عارف البدوي.
• الزميل عارف البدوي لا يزال ومن على سرير المريض يستغيث إنقاذه ويستعطف فخامة رئيس الجمهورية تعزيز توجيهاته السابقة بتوجيهات جديدة، لعل وعسى في الإعادة إفادة للجهات المعنية لكي تفهم أن الأمر عاجل ولا يحتمل الإهمال والمماطلة، ولكن يا تُرى هل ستفهم الجهات المعنية هذه المرة وتنتصر لأحد مبدعي هذا البلد ولو من جانب إنساني، أم أنها ستظل على موقفها السلبي والتنكر لكل المبدعين الحقيقيين في هذا البلد لصالح الاهتمام بأشباه المبدعين من ماسحي الأجواخ والمتسولين على أبوابهم؟!.
k.aboahmed@gmail.com