بالأمس تحدثنا عن العلاقة الشكلية الظاهرة بين المصفوفة الرياضية التي يستقيم عليها علم المعالجات الالكترونية للمعطيات ، وهو العلم الذي يسمي «سيبرنيتيكا» ، والأشكال الجدولية
الظاهرة في كتب السحر والطلسمات التاريخية ، وقلنا إن هذا التشابه لايقف عند حد الظاهر المرئي ، بل يتجاوزه إلى المنطق الرياضي الناظم لتلك المصفوفة الجدولية من الحروف والأرقام، مع فارق كبير يتعلق بانتظام المصفوفة الرياضية المعاصرة في حدي الصفر والواحد، بمقابل انتظام المصفوفة الرياضية القديمة في خوارزميات تمتد أفقياً، من الاثنين العددي حتى التسعة، وما يقابلها من حروف مدونة في جدول حساب الجمل المعروف «أبجد،هوز.. إلخ.».
أول ما لفت نظري كان كتاب الديربي الصغير ، وبالتوازي تتبعت الموضوع فوجدته بذات الأبعاد والقيم الخوارزمية الرياضية عند أبي معشر الفلكي وأحمد البوني ، وحتى كتاب «الرحمة في الطب» و«رسائل إخوان الصفا وخلان الوفا»، وغيرها من متون تدوينية لهذا النمط من العلوم.
كان هاجسي في ذلك التتبع المقرون بالدهشة والتساؤل هو معرفة الحد الفاصل بين العلم والافتراضات الميتافيزيقية في تلك الكتب ، فتبين لي أن البرهان الرياضي يحضر بقدر حضور المغيبات ، تارة باسم الاستخارة ، وأخرى باسم الجفر، وهو علم يعتمد على الاستخارة المقرونة بالمصفوفة الرياضية العددية ، وهذا العلم يتطلب منها وقفة مطولة لصلته بعلوم الحرف والرمل والحساب، مما أتمنى أن أبينه للقارئ الكريم دون أن أشق عليه.
Omaraziz105@gmail.com