يتزامن تقديم المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر تقريره اليوم (الأربعاء) إلى مجلس الأمن الدولي بشأن تطورات التسوية السياسية مع اقتراب الذكرى الثانية لتوقيع المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية المزمنة ومواكباً لجهود الأطراف جميعها في وضع اللمسات الختامية لعملية التسوية السياسية التاريخية في اليمن.
في حضرة هذه المناسبة دعا سفراء الدول الداعمة المعتمدين في صنعاء منذ أيام جميع الأفـرقاء السياسيين المشاركين في الحوار الوطني سرعة إنجاز هذه المهمة الوطنية التاريخية، خاصة بعد أن قطع المتحاورون أشواطاً ايجابية كبيرة خلال الفترة المنصرمة.
والحقيقة، فإن ثمة تفاؤلاً بإمكانية توصل اليمنيين لمخرجات آمنة ومرضية لمؤتمر الحوار الوطني، وذلك بالنظر إلى جملة من الاعتبارات الموضوعية يأتي في طليعتها الرضوخ لحقيقة أنه لا مجال أمام الجميع ــ مهما استبدت بهم الأهواء ــ غير الحوار والتوصل إلى صيغة عقد اجتماعي جديد يفضي إلى شراكة وطنية عادلة وبما يلبي طموحات المواطن على امتداد الساحة الوطنية ، فضلاً عن أن الأسرة الدولية بأكملها ترصد وترقـب الأطراف المخلة الالتزام بشرط اتمام هذه التسوية التاريخية على قاعدة المبادرة الخليجية والتوافق الدولي.
وفي سياق هذه المناسبة أيضا ، يبدو أن المبعوث الأممي سيقف هذه المرة أمام الأطراف المعرقلة للتسوية بالاسم والإدانة .. وهو ما يستدعي ــ بالضرورة ــ من هذه الأطراف العمل جدياً في التوصل إلى صيغة تردم الاختلاف وتلتقي على قاسم مشترك يلبي المطلب الوطني والإجماع الأممي لإنجاز هذه التسوية التي من شأنها ترسيخ الأمن والاستقرار الداخلي وبما يحقق كذلك تأمين منظومة الأمن الإقليمي والدولي في هذه المنطقة الحيوية من العالم.
وفي حضرة هذه المناسبة أيضاً ، فلقد تم خلال الأسبوع المنصرم تحريك ملف القضية الجنوبية وحل جانب مهم من تعقيداتها في اتجاه التسوية المرضية والشاملة، وذلك من خلال الاتفاق على صيغة توافقية تكون بمثابة القاسم المشترك بين الأفرقاء ، حيث جرى التأكيد على حلحلة ملف الأقاليم المختلف عليها إلى مجلس النواب المنتخب .. وذلك في إطار الاجتهاد الجاد للخروج من الإشكالية القائمة على تحديد خيارات مشروع الدولة الاتحادية التي يُجمع عليها كل الأطراف .. بمعنى آخر ترحيل هذه القضية إلى الفترة المقبلة.. وهو ما يتطلب من الجميع تحمل هذه المسئولية التاريخية بكل أمانة واقتدار وعلى النحو الذي يلبي الوفاء بالتزامات الداخل والخارج على حدٍ سواء.