ليس بخافٍ على أحد مدى الجهود التي اجترحها اليمنيون وهم يمضون في قطار التسوية، خـاصـة وقد بذل الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي خلال الفترة المنصرمة ـ ولايزال ـ جهوداً متواصلة وكبيرة، واستطاع من خلال شخصيته التوافقية أن يجمع حوله عقلاء اليمن وهو ما لم يكن متاحاً في أي حوار سابق.
لذلك ليس مستغرباً أن تحظى جهود الرئيس هادي بمثل هذا الاصطفاف الوطني غير المسبوق, فضلاً عن دعم و تأييد دول المنطقة و العالم.. وهي المواقف التي تبلورت مؤخراً في مباركة مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشـامل وفي تثمين مواقف الرئيس هادي التي برهنت على حنكـة في القيادةِ واقتدارٍ في تحمل المسؤوليةوحكمة ــ كذلك ــ في تعزيز القواسم المشتركة بين اليمنيين وصولا ًإلى هذه الحالة من التوافق و الحرص على تجنيب الوطن مخاطر الوقوع في براثن الاحتراب.
ولاشك بأن الخطوات العملية التي اعتمدها الأخ رئيس الجمهورية عقب اختتام فعاليات مؤتمر الحوار, سواءً في ما يتعلق باختيار وتسمية أعضاء لجنة الأقاليم أو فيما يتعلق بالإجراءات ذات الصلة بإعداد مشروع الدستور ومن ثم إنزاله للمواطنين للاستفتاء عليه..هـذه الخطوات وغيرها، إنما تدلل على أن ثمة حرصاً لمواصلة الجهود الهادفة إلى استكمال إنجاز باقي مراحل بناء الدولة الجديدة والخلاص من تبعات تركة النظام الشمولي وعلى النحو الذي يحقق تطلعات اليمنيين في العدل والحرية والمساواة واحترام حقوق الإنسان.
ولأن إنجاز ذلك ليس بالأمر الهين، فذلك يستدعي – بالضرورة – استشعار جسامة هذه المسئولية الوطنية والتاريخية من قبل مختلف المكونات السياسية والإجتماعية.. والعمل جنباً إلى جنب مع القيادة السياسية في استحضار روح التوافق للتغلب على التحديات وإنجاز مهام المستقبل.. وبالتالي ترجمة مخرجات مؤتمر الحوار الوطني إلى وقائع عملية وملموسة، خاصة وأن ثمة قـوى داخلية وخارجية لم يستسغ لها أن ترى اليمنيين وقد أجمعوا على صياغة عقد إجتماعي جديد لبناء وطن متعافٍ من أدران الماضي ويتطلّع بروح جديدة إلى آفاق المستقبل وبحيث لا يعود بعده اليمن إلى دوامة الإنفلات مع ما يستدعيه ذلك من التركيز على تعزيز عوامل البناء والنهوض.. وهي مسئولية إضافية تتطلب كذلك توافر جهود هذه النخب وتحالف قوى المجتمع من أجل بناء الوطن الجديد وعلى قاعدة من الشراكة الوطنية وتهيئة الظروف الملائمة لإنجاز استحقاقات المستقبل.