معارض الكتب العربية بحاجة إلى رؤية وهوية جديدتين، ذلك أن الزمن الإبداعي المعاصر يزداد تصاعداً في إيقاعه المُتسارع، فيما تتكثّر الوسائط الناقلة للكتاب وما ينطوي عليه من معارف ورؤى وحكمة، وتزداد المسألة أهمية إذا أدركنا أن معرض الكتاب يمثل مهرجاناً شاملاً للثقافة والفنون، ولا تتوقف مرئياته عند تخوم الأيام المحدودة للبازار الكبير، بل تمتد لبقية أيام السنة، ضمن مصفوفة لفعاليات متنوعة ومستمرة أبرزها المشاركة في معارض الكتب العربية على مدار العام، ومن هذه الزاوية فإن الرؤية الجديدة معنية بتقديم هوية عصرية مداها المُعالجات البصرية الإخراجية الحديثة، بالترافق مع توصيف وتصنيف مُتجددين للقاعات والمشاركات والفعاليات، وكذا توفير بيئة إبداع تفاعلية تساعد على تدوير النشاطات المختلفة بروحية مُتجددة، وهنا لابد من الإشارة إلى الأهمية البالغة للوسائط المتعددة والتي ستشكل بجُملتها رافعة كبرى لتحقيق الهوية الجديدة لمعارض الكتب العربية، كما لابد من الإشارة إلى أن أهمية الشعار الذي يضع بعين الاعتبار تأكيد الخصوصية العربية المترافقة مع تماهٍٍ إيجابي مع الرؤية البصرية العالمية، وتترافق معه ترجمة بصرية لاحتمالاته اللونية، بحيث تكون هذه المعالجات مكتسية ألوان الطيف المعبرة عن حالات مختلفة مما يتسع له الخيال والمقاربات .
الهوية الجديدة لمعارض الكتب العربية ومنها معرض صنعاء الدولي للكتاب وعدٌ بإعادة تدوير إبداعي لتقاليد الماضي، واحتضان الحاضر ومدهشاته، والإبحار صوب المستقبل بروحية واثقة ورائية لأهمية المستقبل.
الهوية الجيدة لا تأخذ كمال سويّتها إلا بقواعد معايير مُلزمة للدور المشاركة التي عليها من الآن وصاعداً أن تضع بعين الاعتبار تلك القواعد، وخاصة ما يتعلق منها بالتصنيف والتوصيف وطريقة العرض مما يمكن تعميمه تباعاً خلال الفترة القادمة.
Omaraziz105@gmail.com