|
|
|
|
|
جابرييل جارسيا ماركيز
بقلم/ دكتور/د.عمر عبد العزيز
نشر منذ: 10 سنوات و 7 أشهر الإثنين 21 إبريل-نيسان 2014 08:57 ص
برحيل الروائي الكولومبي العتيد “جابرييل جارسيا ماركيز” تكون صفحة كبيرة في تاريخ الرواية الإنسانية المعاصرة قد انطوت لتترك أبعاداً وآثاراً وأسئلةً إبداعية، ستظل شاخصة لسنوات طويلة، ذلك أن الراحل الكبير مثَّل ويُمثل محطة فارقة في السرد العالمي، سواء لجهة إمساكه المقتدر بخيوط اللعبة السردية، أو لجهة مناوراته اللغوية والصُّورية والإيحائية التي قلما نجد نظيراً لها في الكتابات الروائية التي تآلف عليها الناس على مدى عقود وقرون من الزمن، فقد اجترح ماركيز مأثرة الأدب الواقعي السحري، ليكشف لنا معقول اللا معقول في الحياة، بل غرائبية الوجود المقرونة بقدر كبير من تصادم الصدفة بالضرورة ، حتى أنه حايث الفلسفة عبر السرد الرشيق، وناجز الطغيان عبر رموزه الكوموتراجيدية المدهشة، وكاشف المستور من خلال رصده الدقيق للمعلومة الواهية شكلاً.. الخطيرة مضموناً، مما يقتضي الإبحار معه لنعرف الخصوصيات الإبداعية التي جعلت منه قامة طاغية في عالم السرديات، وسأبدأ هنا استعراضاً بانورامياً لبعض محطات ملحمته الروائية، مع إشارات عابرة لتميُّز كل محطة ، والإضافات النوعية التي اقترنت بها، وعلى النحو الذي يلي كرونولوجياً، ودونما اعتداد بالتسلسل الزمني لتلك الأعمال.
وقبل الشروع في التطواف حول عوالم ماركيز العجائبية لابد من الإشارة إلى أن ثقافته العالمة ، وقدرته الخاصة على التقاطات ما لا يدور بخلد أحد ، ولغته الرفيعة، بالإضافة إلى صدوره عن المجتمع الكاريبي التاريخي المعجون بالخرافات والحقائق. كل تلك الأشياء أسهمت في بلورة موهبة فريدة قلّما تتكرر في التاريخ.
الخلاسية الثقافية بمفهومها الواسع تجد رجع صداها الوازن في متواليات كتاباته ذات المنابع المتعددة ، فهو الكاريبي الهندي ، والأوروبي المغروس في ثقافة القارة القديمة ، والملون الافريكاني ، والعربي القادم من أعماق المتاهة التاريخية للشرق المتلاقح مع الإسبانيولية اللغوية والثقافية.
كل تلك العناصر تجد رجع صداها في أدب ماركيز الواسع ، مما سنأتي عليه تباعاً.
|
|
|
|
|
|
|
|