الحرب على الإرهاب مستمرة وتتسع يوماً بعد يوم مع اتساع نشاط الجماعات المتطرّفة التي تتوارى كلما اتسعت دائرة الوعي الوطني بما تشكّله هذه الجماعات من خطر على اليمن والعالم.
الضربات الموجعة التي لحقت بتلك الجماعات من قبل القوات الخاصة بمكافحة الإرهاب وبشكل ممنهج ومنظّم هي الكفيلة بأن تجعل من التنظيمات الإرهابية في حالة هروب مستمر إلى المناطق النائية، تعالج جروحها، وتعيد تنظيم نفسها من أجل العودة مجدّداً إلى دائرة الصراع والتآمر على هذا الشعب الذي لم يعد أمامه خيار آخر سوى السلام والتوجُّه لبناء دولة تعوّضه عن خسائر الماضي واستنزافات ما تخلّف من ثقافة الموت والتطرُّف والتخلُّف.
شيئاً فشيئاً يتعافى الجسد اليمني من مخلّفات الإرهابيين ليثبت للعالم أنه لاتزال هناك حكمة يمانية قادرة على الانتصار للسلام والتعايش والتشارك، وأن ثقافة الإقصاء والضيق بالآخر ليست هي الثقافة المناسبة لبناء وطن، أو لإيجاد القدر المطلوب من السلام الاجتماعي للتحرُّك صوب تحقيق الثورة المطلوبة في مجال الإصلاحات الاقتصادية والمالية والإدارية.
لقد مثّل التأييد الشعبي الواسع لعمليات الجيش ضد الإرهاب والذي ترجمته بيانات الإشادة والمباركة من قبل قيادات السلطات المحلية واللجان الأمنية في عدد من المحافظات للعمليات النوعية التي تنفّذها القوات المسلّحة والأمن في مكافحة الإرهاب وآخرها العملية النوعية التي نفّذتها وحدة مكافحة الإرهاب بقوات الأمن الخاصة ضد عناصر قيادية خطرة من تنظيم «القاعدة» الإرهابي في محافظة شبوة؛ مثّل ذلك التأييد مستوى الوعي الذي بات يمتلكه المواطن والقائد الإداري في السلطة المحلية لما يشكّله الإرهاب من خطر على مستقبل وأمن البلاد؛ بما يتطلّب من الاصطفاف الوطني لمواجهته وتجفيف منابعه الفكرية والتصدّي للأفكار الضالة التي تسعى إلى ترويجها العناصر الإرهابية، ولما يشكّله الإرهاب من آفة تهدّد حاضر ومستقبل الوطن ومقدّراته ومكتسباته، وتسيء إلى سمعة اليمنيين، وتشوّه صورة الدين الإسلامي الحنيف وقيمه ومبادئه السامية التي تحرّم سفك الدماء وتحثُّ على الوسطية والاعتدال.
إن متطلبات السير بالوطن إلى الأمام تفرض تضافر الجهود لترسيخ دعائم الأمن والسلام والدفع بعجلة التنمية إلى الأمام، والسير قُدماً في اتجاه تنفيذ قرارات ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، ومواصلة إعادة الاعتبار لهيبة الدولة من خلال ضبط وملاحقة تلك القوى التي تفتعل الأزمات الاقتصادية بما في ذلك أزمة المشتقات النفطية، وعمليات التقطُّع؛ جنباً إلى جنب مع إحلال السلام في المناطق التي تشهد مواجهات مسلّحة في شمال الشمال والتي شكّلت ولاتزال بؤر استنزافاً لمقدّرات الوطن، ووضع حد نهائي للممارسات القمعية والإجرامية التي يقوم بها ما يسمّى «الحراك المسلّح» في بعض المحافظات الجنوبية.
Unis2s@rocketmail.com