الجميع يتغنّون بتعز ويطلقون عليها أجمل الأسماء “الحالمة ـ سندريلا اليمن ـ زهرة المدائن... و و...الخ” ويصفونها بأنها منارة العلم والثقافة وملهمة المبدعين وقلب اليمن النابض بالحب والحياة والحرية والتقدُّم والازدهار، وتقديراً لأدوارها الوطنية والنضالية والتنموية ومكانتها الثقافية والحضارية أصدر الرئيس عبدربه منصور هادي، رئيس الجمهورية قراراً جمهورياً باعتمادها عاصمة ثقافية للجمهورية اليمنية.
ومنذ صدور القرار وحتى اليوم تبذل قيادة السلطة المحلية في المحافظة ممثّلة بالمحافظ، رئيس المجلس المحلّي الأخ شوقي أحمد هائل جهوداً استثنائية لتحقيق شعار “تعز عاصمة ثقافية لليمن” في الواقع الملموس، حيث تمّ تشكيل المكتب التنفيذي وتوفير الاعتمادات الخاصة بالبُنى التحتية.
ومع تقديري لكل الجهود الصادقة والمخلصة التي تُبذل من المحافظ شوقي هائل وكل المخلصين معه لتحويل الحلم إلى حقيقة ملموسة في الواقع؛ إلا أن تحقيق ذلك لن يكون فقط بتنفيذ مشاريع البُنى التحتية الخاصة بالعاصمة الثقافية؛ وإنما أيضاً بالعمل على إنهاء كافة مظاهر الفوضى والسلوكيات الخاطئة، وإزالة كافة التشوُّهات والعشوائيات، وإظهار مدينة تعز بالمظهر اللائق والمشرّف بها كعاصمة ثقافية لليمن.
فالوضع الحالي الذي تعيشه المدينة وخصوصاً منذ مطلع العام 2011م لا يؤكد أبداً أنها عاصمة للثقافة وإنما عاصمة للفوضى “الخلاقة” بامتياز؛ ولذلك فإنه يتوجّب على قيادة السلطة المحلية والجهات المعنية “المجالس المحلية ـ الأشغال العامة والطرقات ـ صندوق التحسين والنظافة ـ المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي ـ إدارة شرطة المحافظة ـ شرطة السير ـ شرطة أمن الطرق” العمل كل في مجاله لإنهاء كل مظاهر الفوضى والعشوائيات والتشوُّهات وطفح مياه الصرف الصحي وتنظيم الأسواق الشعبية وأسواق القات والخضروات واللحوم والأسماك والباعة المتجوّلين والمفرشين، ورفع القمائم والمخلّفات من الشوارع، واتخاذ إجراءات صارمة في حق كل من يضع القمائم في غير الأماكن المخصّصة لها، وإجراء الترميم والصيانة للشوارع الإسفلتية والمرصوفة بالأحجار، وإزالة بقايا الأشجار واللوحات الإعلانية التي أصبحت مجرد هياكل في وسط جُزر الشوارع، وصيانة أعمدة الإضاءة وأرصفة الشوارع والجُزر الفاصلة، وغرس أشجار الزينة في الأحواض المخصّصة لها والتي أصبحت أحواضاً لوضع القمائم فيها.
بالإضافة إلى ذلك يجب وضع خطة علمية لتنظيم حركة المرور في شوارع المدينة، وتحديد مواقف للسيارات في أماكن مناسبة، وتنظيم حركة سير الدراجات النارية، وإلزام سائقيها باحترام قواعد وآداب المرور، واتخاذ إجراءات صارمة وحازمة في حق كل سائق دراجة نارية يخالف قواعد وآداب المرور ويعكس خط السير أو لا يلتزم بإشارات رجل المرور في التقاطعات والجولات أو يقف في غير الأماكن المحدّدة للوقوف، وكذلك العمل على تنظيم مواقع مناسبة لوقوفهم في الجولات والتقاطعات ومداخل الأسواق، وتحديد فترة عملهم من الساعة السادسة صباحاً وحتى التاسعة مساءً.
يجب على كل أبناء تعز الشرفاء التواقين إلى أن يروا مدينتهم في أجمل صورة أن يكونوا عوناً وسنداً لجهود قيادة السلطة المحلية، وأن يسهموا كل من موقعه في محاربة مظاهر الفوضى والسلوكيات والممارسات غير السوية، يجب أن يسهم الجميع من أجل أن تصبح تعز عاصمة ثقافية قولاً وفعلاً ومدينة نظيفة وحضارية وأنموذجاً يُحتذى به.