«من ليس معنا فهو ضدنا» قول منسوب إلى جورج بوش الابن، هل عهد التغوُّل الجمهوري اليميني في الولايات المتحدة، وهو قول يعكس منطقاً قطعياً في النظر إلى التحديات الماثلة أمام الولايات المتحدة والعالم برمّته، وذلك أمرٌ يستعيد إنتاج نفسه اليوم بطرائق ملهاوية ومأساوية، كلما تقدّم الجمهوريون الجدد في خططهم الجهنمية القاضية بالمبادآت الاستراتيجية والحرب العالمية ضد شبح الإرهاب الدولي العابر للقارات،بقوة الطائرات والدبابات والصواريخ، لا البحث عن المنابع والأسباب الحقيقية وراء ذلك الإرهاب الذي لا دين له ولا وطن.
بعد أحداث سبتمبر؛ تبلورت سلسلة من السياسات غير المألوفة في الولايات المتحدة، وكانت السيناريوهات الأساسية لتلك السياسات مرتبطة بالشرق الأوسط الكبير، وامتداداته «الأوراسية» المعروفة، بالإضافة إلى تسويق نظرية الفوضى الخلاقة؛ مرة عبر النصائح المباشرة «للأصدقاء المُستبدين» بحسب التخريجة الدبلوماسية الأمريكية، وأخرى عبر نظريات «صِدام الحضارات» و«نهاية التاريخ» التي تستند حصراً على منطق انجليكاني أيديولوجي ديني.
فالحديث عن الألفية الجديدة القاطعة المانعة لمستقبل البشرية؛ إنما هو حديث عن جبرية تعميم النموذج الأمريكي بوصفه النموذج الأكثر كمالاً لمستقبل البشرية، وهنا يأتي حكم التعميم الأمريكي على الجميع، بمن فيهم الأوروبيون المتحالفون مع الولايات المتحدة؛ ذلك أنهم ـ بحسب الرؤية الأمريكية المتطرفة ـ يقبعون جميعاً في مربع القديم الديناصوري المنقرض، أما روسيا والصين، فكلاهما وريثا الشيوعية المدرسية الجامدة المحكوم عليها بنهاية لا يرقى إليها الشك.
Omaraziz105@gmail.com