«2-1»
ليس من باب المجاملة الإشادة بالأداء المتميز الذي تقوم به وزارة الداخلية في الحد من الجريمة ومحاصرة أوكارها ، فضلاً عن تحلي منتسبي هذه المؤسسة الأمنية في الآونة الأخيرة بقدر كبير من اليقظة والجاهزية في مجابهة عمليات الإرهاب التي تستهدف إرباك المشهد الأمني وتقويض تنامي العملية السياسية وذلك من خلال ارتكاب جرائم الاغتيال لأبناء المؤسسة العسكرية والأمنية واستهداف السياح الأجانب والدبلوماسيين وتعريض استقرار الوطن ومصالحه للخطر.
ولا شك، أن المعلومات الدقيقة والشروحات الضافية التي قدمتها اللجنة الأمنية العليا أواخر الأسبوع المنصرم عن طبيعة تلك الجرائم والضربات الماحقة التي قادتها الداخلية في أكثر من منطقة قد حدت -تقريبا- من استفحال هذا الوباء وبصورة واضحة من خلال الضربات الاستباقية ومحاصرة عناصر الإرهاب داخل أوكارها.. وهـو الأمر الذي يدل على أن ثمة تغييراً في أداء هذه المؤسسة الأمنيـة وفي الإطار الذي يمكنها من السيطرة على الأوضاع الأمنية بعد أن كادت تكون محفوفة بالمخاطر الحقيقية على سلامة الوطن وأمن المواطن ،فضلاً عن محاولة زعزعة امن الداخل والتشكيك بسلامة مسار تجربة الانتقال السلمي نحو أفق جديد في إطار بناء دولة الحداثة والتطور.
وبالمناسبة، لا يفوتني أن أنوه إلى جهود الأخ وزير الداخلية اللواء عبده حسين الترب الذي لم ينفك منذ تحمله المسؤولية عن الأداء المتميز في الاضطلاع بهذه المهام بكل شجاعة و اقتدار غير مسبوقين .
ويحسب للرجل جهوده الواضحة والتي تجلت في نتائج أداء هذه المؤسسة الأمنية وبخاصة في ما يتعلق بتفعيل الانضباطية بين منتسبي وزارته والكشف عن عديد من بؤر الإرهاب وعصابات التخريب، عوضاً عن تلك اللفتات الذكية التي تنم عن تفكير جديد في التعامل مع المسألة الأمنية ..وبما يساعد على كشف الجريمة قبل وقوعها، كما أن هذا النهج و الممارسة الواقعية والشفافية في الأداء إنما يعكس صدقية المسؤول الحريص على مراقبة العمل الميداني لأفراد الأمن .. وبالتالي محاسبة المقصرين وتكريم المبرزين، كما حدث مؤخراً عندما وجه الوزير الترب بصرف مليوني ريال لضباط وأفراد الحراسات الأمنية بمنطقة حدة في أمانة العاصمة إثر زيارته المفاجئة إلى مواقع العمل تلك بعد منتصف إحدى ليالي الاسبوع الماضي .. وغير ذلك مما سمعنا وقرأنا عن زياراته الميدانية المفاجئة المتواصلة إلى المرافق الأمنية ليكون بذلك سباقا وقريباً إلى الواقع عند تقييم أداء العاملين إما بالعقاب أو التكريم.. وعلى هذا النمط من السلوك فليقتد بقية المسؤولين .
غداً: حلقة أخيرة