«1»
توسيع التحالفات السياسية بما ينسجم مع التحديات التي تواجه اليمن في الوقت الحاضر صار خياراً يرقى إلى مستوى الضرورة الوطنية، وبالذات بين القوى السياسية الرئيسية المؤثرة على الساحة الوطنية، وربما هي المقدمة للانطلاق نحو مصالحه وطنية حقيقية تتجاوز حالة المماحكات السياسية، وإشكالات المرحلة الانتقالية بكل تعقيداتها مع التفرغ الكامل لاستكمال ما تبقى من مهامها بروح وطنية مسئولة.
إن إعادة ترتيب البيت اليمني من الداخل في الوقت الحاضر هو في مقدمة المهام التي ينبغي التركيز عليها من قبل القيادة السياسية، وقيادات الأحزاب والتنظيمات السياسية اليمنية، والنخب الفكرية والثقافية.. ذلك أن واقع الممارسة وسنوات التجربة التي مرت بها اليمن، وبالذات خلال السنوات الثلاث الأخيرة تؤكد قناعة راسخة في أذهان كل يمني غيور على هذا الوطن مفادها أن لا تقدم ولا استقرار ولا تنمية مالم تتعايش جميع القوى السياسية والاجتماعية والثقافية على قاعدة الاحترام المتبادل لقناعة كل فصيل من فصائل العمل الوطني بما في ذلك القناعات المذهبية، والفكرية، والسياسية.. على أن يهتم الجميع بتوجيه قناعاته نحو الهم الوطني المشترك للجميع وهو بناء الدولة اليمنية الحديثة، دولة النظام والقانون..
أن السير قدما في استكمال ما تبقى من مهام الانتقال إلى الدولة الاتحادية الجديدة يتطلب أيضا الدفع نحو بناء تحالفات سياسية واسعة وجديدة تنسجم مع متطلبات المرحلة ومهام المستقبل بعيداً عن التمترس خلف الأجندات والأيديولوجيات التي سبق أن جربها شعبنا وتكبد خسائر فادحه من أبنائه وإمكانياته.
التحالف الوطني الواسع يعني صياغة خارطة سياسية متقدمة تتجاوز تجربة التوافق بما ولدته من ازدواجيه إلى الاصطفاف الوطني الكامل الذي يستحضر مخرجات الحوار الوطني برنامجاً مشتركاً لجميع التيارات السياسية ومنظمات المجتمع المدني.. ومثل هذا الاصطفاف يتطلب من الجميع الارتفاع فوق مستوى المصالح الذاتية والحزبية، وتغليب مصلحة اليمن.
Unis2s@rocketmail.com