« 2»
الخروج من حالة الإرباك السياسي القائم والتي يندرج ضمنها العدد الكبير والمتزايد من الأحزاب السياسية يتطلب عقلنة وترشيد السلوك السياسي للأحزاب والتنظيمات سواء من حيث الخطاب السياسي أو البرامج السياسية، أو من حيث التعامل مع المتغيرات والأحداث بروح المسئولية الوطنية بما ينسجم مع مهام بناء الدولة اليمنية الحديثة .. ذلك أن السنوات الأخيرة أنهت كل السقوف، والخطوط الحمراء، والثواب .. ولم يعد هناك إطار أو محددات لضبط إيقاع السلوك السياسي على جميع المستويات .. كما أن الفصل بين أحزاب في السلطة وأخرى في المعارضة بات من الصعوبة بمكان .. حيث غلب على السلوك السياسي ممارسة مهام السلطة والمعارضة في آن واحد .. الأمر الذي فقدت معه الممارسة السياسية غاياتها التنموية وتحولت إلى فوضى غير خلاقة .. وليس لها علاقه بما تتطلبه مهام بناء الدولة الحديثة التي تحددت في مخرجات مؤتمر الحوار الوطني من إصطفاف ..
إن الخروج من حالة التخبط والصراع القائم يتطلب وقفة تأمل .. وتلك الوقفة لا يمكن أن تحدث مالم يتصدر أجندة جميع القوى السياسية خارطة الطريق التي تضمنتها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية والتي تتمثل مرحلتها الحالية في الانطلاق نحو مصالحة وطنيه بين جميع القوى والأحزاب السياسية .. ومن أجل ضمان نجاح تلك المصالحة لابد من أجراء عملية شبيهه (بالبيروسترويكا) إعادة بناءة وهيكلة الحياة السياسية بما ينسجم مع متطلبات العهد الجديد .. تلك الهيكلة لن تتوفر إلا بإعطاء المصالحة الوطنية الأولوية في برامج وفعاليات كل الأحزاب الرئيسية الفاعلة على الساحة الوطنية .. أما الأحزاب الكرتونية الصغيرة فمن الأفضل لها الاندماج أو الانضمام إلى الأحزاب المتجانسة معها من حيث البرامج والغايات والقوى التي تمثلها على أرض الواقع ..
لقد آن الأوان للتخلص من عقلية أن الحزب مجرد مقر وصحيفه وأمين عام إلى آفاق أوسع من الخيارات الوطنية في التفكير البنائي تنطلق من التمثيل الجغرافي والسياسي لكل حزب بحيث يتواجد في كل أنحاء الجمهورية سواء من حيث المناصرين والقاعدة الجماهيرية ، أو من حيث المقار والفاعلية السياسية المعبرة عن هموم قطاعات واسعة من الشعب ..
Unis2s@rocketmail.com