المرصد الإعلامي الذي تم تدشينه يوم الثلاثاء الماضي يعتبر مكسبا حيويا مهما بالنسبة لحماية حرية التعبير والإعلام وترشيد العمل الإعلامي في بلادنا إذا تم استخدام نتائجه بصورة إيجابية من قبل كافة الجهات والأجهزة المختصة وخاصة الضمير الصحفي ا حسن أحمداللوزي -
المرصد الإعلامي الذي تم تدشينه يوم الثلاثاء الماضي يعتبر مكسبا حيويا مهما بالنسبة لحماية حرية التعبير والإعلام وترشيد العمل الإعلامي في بلادنا إذا تم استخدام نتائجه بصورة إيجابية من قبل كافة الجهات والأجهزة المختصة وخاصة الضمير الصحفي الحي ونقابة الصحفيين واللجنة الوزارية الخاصة بشؤون الأحزاب وفي المقدمة منهم من قبل المجتمع الذي صار يعاني الأمرين بل الويلات بسب إعلام التحريض على الكراهية وبث الفتنة والتحريض على الاحتراب !!! حيث يهدف هذا المشروع وكما جاء في خبر الإعلان عنه والذي تتولاه مؤسسة حرية للحقوق والحريات والتطوير الإعلامي بالتعاون مع مبادرة الشراكة الأميركية الشرق أوسطية إلى تقييم وتقويم أداء مختلف وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمواقع الإلكترونية عبر تذكيرها بالمعايير والقواعد المنظمة للعمل الإعلامي وتشخيص أخطائها التي تصل إلى اقتراف جرائم النشر - التي أشرنا إلى جانب منها في المستهل - والمساهمة في خلق إعلام مهني حر ومستقل وفاعل ومؤثر يلتزم بالحرية والمسؤولية, نعم لقد ذكرني هذا المشروع بالمطلب الأهم بالنسبة لهذا الأمر الجوهري والأكثر استعجالا في الظروف الراهنة وسبق أن دعا إليه العديد من الإعلاميين من أجل عقد لقاء إعلامي موسع يضم كافة قيادات الوسائل الإعلامية الرسمية والحزبية والأهلية والخاصة وفي مقدمتهم القيادات السياسية والحزبية المسؤولة عن القطاع الإعلامي والتوجيه في الأحزاب والتنظيمات السياسية ونقابة الصحفيين واتحاد الأدباء والكتاب للنظر في حقيقة المخاطر الإعلامية التي صارت تتهدد كل شيئ في حياتنا اليوم وفي المقدمة: الأخوة الإيمانية والوحدة الوطنية والأمن والسلام وحرية التعبير والسلام االإجتماعي والوجود الواحد لوطننا وشعبنا بسبب إعلام التحريض على الكراهية والفتنة المجتمعية وما صارت تتورط فيه بإرادتها أو بدون إرادتها بعض الوسائل في عملية إذكاء الفتنة المذهبية والطائفية وإثارة النعرات العنصرية الجاهلية وإطلاق الإتهامات بالكفر والخيانة والعمالة الخارجية وكل أشكال اللعن والسباب فضلا عن إختلاق الأكاذيب والترويج لها بهدف الهدم والتخريب وهو الأمر الذي نعتقد بأنه صار يوجب على الجميع الوقوف بمسؤولية وطنية عالية لإيقاف هذا الداء الوبيل الذي أخذ يفتك بالعقول والأفئدة والضمائر و يوغر النفوس وبكل من يشكون منه ويتورطون فيه في كل صور النشر الذي يجرمه القانون ويجافي واجبات صيانة الحرية واحترام المسؤولية الصحفية والإعلامية! على أن يركز هذا اللقاء المأمول عاجلا على صياغة وإنجاز ما أقره بهذا الخصوص مؤتمر الحوار الوطني الشامل وأسماه بميثاق الشرف الإعلامي وقبل ذلك العمل على إيقاف المخاطر الواضحة للإعلام الموظف النعرات المناطقية التشطيرية والطائفية والمذهبية وكافة أشكال إعلام التعصب الأعمى.. والإلغاء والتكفير وبث الكراهية والبغضاء والتضليل والتشويه لحقائق الدين الإسلامي الحنيف وقيمه العُليا السامية التي تدعو إلى الإخاء.. والمحبة.. والوحدة.. والتسامح.. والتلاحم صفا واحدا من أجل الوطن وسلامة الشعب أولا وقبل كل شيئ! ولا شك بأن هذه الخطوة لا تحتاج إلى أي عناء في التفكير والنقاش والأخذ والرد لأن الجميع يعاني ويشكو ويمارس تجاه الأطراف الأخرى نفس الأعمال الموجعة والمخربة ولا أقل اليوم وعاجلا من الإتفاق على هدنة يتقي فيها الجميع الحرمات والمحظورات والكلمات الخبيثة والهدامة !!! ويكفينا اتعاظاً بما وصل إليه الحال في بعض الأقطار العربية جراء الحروب الإعلامية الغاشمة وسياسات الكيد والصراعات الدامية على السلطة وإثارة الانقسامات والنعرات الطائفية والمذهبية ودعوات التقسيم والتشرذم.. والإدراك - كما حذرنا مرارا- بأن ما يحدث في كثير من أجزاء الوطن العربي مترابط بما بدأ في العراق وما كان يطبخ له في لبنان وفلسطين والسودان وما حدث ويحدث في الصومال وما خطط له لأن يحدث في الجزائر وصار يحدث في سوريا وليبيا وتلعب فيه الآلة الإعلامية العربية والعالمية التدميرية الدور الأخطر وفي كل الاتجاهات ويراد له أن يتفاقم في الأقطار العربية الأخرى بأبشع مما وصلت اليه عملية التآمر القديم والجديد ضد أمتنا العربية والإسلامية! ومع ذلك كله فليس مطلوبا من الإعلام لكي يكون حرا ومسؤولا وصادقا وناجحاً سوى الحرص على نقل الحقيقة كما هي وصحة الخبر وموضوعية الرأي أما بالنسبة للكلمة عموما فلا أقل من أن تكون طيبة إمتثالاً لقوله سبحانه وتعالى في محكم كتابه الكريم :- ? أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26) يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27)? صدق الله العظيم