أتمنّى أن تشمل حملة التحصين ضد شلل الأطفال والحصبة الألمانية أعماراً غير المستهدفين من هذه الحملة؛ وذلك من خلال اكتشاف وتوزيع مصل جديد ومختلف يساعـد على معالجة حصبة الكبار من شلل الفساد الذي بات بمثابة وباء ينتشر بشكل خطير داخل دهاليز المؤسسات الحكومية وغير الحكومية وينذر بكارثة لا تُحمد عقباها..!!.
وبالمناسبة لكم أتمنّى أن يخترع أحّدهم علاجاً ناجعاً لهذا الوباء الذي لا يحدث ضموراً في العضلات كما هو حال شلل الأطفال وإنما يحدث انكماشاً في الضمير وهلعاً في النفس، ولا يصيب الوجه بالبثور وإنما يصيب ثقوباً في جدار الضمير والوطن.
إذ أن مثل هذا الاكتشاف الطبّي سوف يعد بمثابة معجزة القرن التي لا توازيها - في نظري - غير اكتشاف قانون الجاذبية أو الذرّة وغيرها من الاكتشافات التي تفتّقت عنها عبقرية الإنسان.
أما وقـد استفحلت حالة الفساد وانتشرت كـ«الورم الخبيث» فلا بأس من الاقتراح على هيئة مكافحة الفساد تخصيص جائزة مغرية تُمنح لمن يخترع مصلاً ضد الفساد يُؤخذ على شكل كبسولات؛ وذلك عوضاً عن صراخ هذه الهيئة صباح مساء في آذان صدئة وقلوب مختومة بشمع الفساد الأسود..!!.
في تصوّري المتواضع فإن مـن شأن اختراع هـذا المصل هو الخلاص من الفساد وبالتالي تجنيب هيئة مكافحة الفساد هدر أموال باهظة لتشكيل اللجان؛ فضلاً عن توفير الجهد الكبير والمهدور في مراجعة ملفات الفساد المطروحة على الهيئة باعتبار أن ذلك سيمثّل حلّاً للمتاهة التي تقع فيها الهيئة وهي تلاحق قضايا الفساد والتحقيق فيها ومتابعة مرتكبيها.
إذ أن من شأن هذا الابتكار الخاص بمعالجة الفساد أن يأتي الفاسدون إليها طواعية معترفين بجرمهم ومستعدّين للمثول أمام القضاء وإعادة الأموال المنهوبة إلى خزينة الدولة، نادمين تائبين في غير إكراه أو ملاحقة.
قد تكون تلك التصوّرات مجرد أضغاث أحلام؛ لكن حجم مشكلة الفساد تستدعي حقيقة البحث عن حلٍّ ما حتى وإن كان مجرد حلم، فالإنجازات الكبيرة تبدأ كذلك.