متغيرات متتابعة ومتتالية على الساحة الوطنية تكشف حالة الحراك الشعبي المستمر في هذا الوطن المعروف باليمن السعيد رغم ما يعيشه السواد الأعظم من الشعب في هذه الآونة من حالة البؤس والفقر.. لكن إصرار اليمنيين على استعادة دورهم التاريخي فوق الأرض وتحت الشمس هو المحرّك الأكيد للتوجه نحو مستقبل أفضل.. ولا يمكن أن تُحسب على أبناء شعبنا تلك الشلة من الانتهازيين والانتهازيات الذين بمجرد مغادرتهم أو شعورهم بانتهاء صلاحيتهم في مواقع المسئولية يعمدون إلى الاصطفاف مع القوى التي تسعى إلى تمزيق اليمن والقضاء على أكبر منجز حققه اليمنيون في الـ22 من مايو 1990م.
إن الوحدة اليمنية باقية وستظل إلى الأبد طالما امتلك اليمنيون الإرادة في الحفاظ على هذا المنجز العظيم الذي لا ولن يرتبط بأشخاص أو قوى إقليمية تحاول عبثاً استغلال ما يحدث من متغيرات لتمزيق اليمن، سواء عبر إلهاب الصراعات المذهبية والمناطقية والطائفية أو عبر دعم الجماعات الإرهابية من عناصر القاعدة وتجار الحروب والفتن.
اليمن هي الأغلى، وهي الوطن الذي يتسع لجميع أبنائه، والتي لن تُبنى إلا بكل الجهود الوطنية من كل التيارات الوطنية السياسية دون استثناء.. وكل الشواهد التاريخية تؤكد حقيقة التعايش والتشارك بين اليمنيين في كل العصور التي نهضت فيها اليمن، وهي رغم كل الصعوبات والمنغصات تتجه إلى الأمام لأنه لا مجال للتراجع والارتداد إلى الخلف.
احتفالات شعبنا بثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة في هذه الأثناء تذكّرنا أيضاً بواحدية الثورة والوطن، وأن أبجديات الديمقراطية والتنمية، والولاء للوطن والشعب لا يمكن أن تتحقق إلا في صيانة الحقوق والحريات وفي مقدمتها بقاء اليمن موحداً شامخاً.. هذا الشموخ الذي لا يتحقق إلا بشموخ كل يمني وكل يمنية، وباستشعار الجميع بأنهم شركاء في المسئولية وفي بناء الحاضر والغد المشرق، أما من اختار لنفسه الاصطفاف مع قوى الشر والعدوان والتآمر فإن مصيره مزبلة التاريخ.
حقاً اليمن تنتصر على الجراح، تنتصر على التخلّف، تنتصر على الرغبات والمشاريع الصغيرة والمريضة التي تحاول عبثاً النهش في جسد الوطن كلما تأثرت مصالحها الشخصية الأنانية.
Unis2s@rocketmail.com