الرئيسية -أخبار -تقارير -تحقيقات -مقالات -حوارات -المحررين -إرشيف -سجل الزوار -راسلنا -بحث متقدم
التاريخ : الخميس 21 نوفمبر-تشرين الثاني 2024آخر تحديث : 09:29 صباحاً
انضمام تحالفات جدبدة للمخيم السلمي بابين .... وفاة وإصابة 15 شخصا من أسرة واحدة بحادث مروع بذمار .... افتتاح المرحلة الثالثة لتوسعة مركز الاختبارات الإلكتروني بجامعة صنعاء بتمويل يمن موبايل .... الضريب يتلف محاصيل المزارعين بذمار .... مقتل شاب علي يد ابية طعنا بالسكين في يافع .... وفاة شاب يمني عطشا وهو في طريقه الى السعودية .... 1500ريال سعر الكيلو الموز بعدن .... رجل بقتل شقيقه في الضالع .... اقدام امرأة على الانتحار بلحج تعرف على السبب .... وفاة عامل صرف صحي في عدن ....
دكتور/د.عمر عبد العزيز
طباعة المقال طباعة المقال
RSS Feed مقالات
RSS Feed دكتور/د.عمر عبد العزيز
RSS Feed ما هي خدمة RSS 
دكتور/د.عمر عبد العزيز
أسئلة متروكة للقارئ
ماهي الحوثية وكيف بدأت؟
ليتنا نتعلَّم منهم
ثُلاثيات متقابلة
الزمن السرمدي الأمريكي!!
سيناريو الجحيم النّووي
قرن الشيطان
سحرُ الأنثى
ميتافيزيقا من طراز ديمقراطي..!!
المعنى ومعنى المعنى

بحث

  
نرجسية المغرور
بقلم/ دكتور/د.عمر عبد العزيز
نشر منذ: 9 سنوات و 11 شهراً و 20 يوماً
الإثنين 01 ديسمبر-كانون الأول 2014 08:23 ص


التعامل مع الزمن كان من التحديات الأساسية التي واجهت المغرور النرجسي، فالزمن ينقبض بفعل الساعتين البيولوجية والفيزيائية، ويتداعى مع المكان تداعياً حراً، فيجعل المكان بمثابة حاضنة كبرى لفعل الزمن .. لكن النرجسي المغرور يريد زمناً يتفرَّد به، وحتى يحقق هذه الأمنية كان عليه أن يخترع ساعته البيولوجية الخاصة، ليجد نفسه بعد حين في مبارزة استحالية مع نواميس الليل والنهار، فالليل الطبيعي يمتد من المغرب إلى الفجر، والنهار الطبيعي يمتد من الشروق إلى الغروب، لكن ليله يمتد بمزاج أهل الإسكيمو .. ورغماً عن كونه يعيش في منطقة استوائية تتوسط خطوط العرض العالمي. 
تجربته الكبرى في الصحو الممتد استمرت يومين وليلتين، لكنه بعد ذلك نام يومين وليلتين متواصلتين، فلم يحقق الهدف من ابتكار ساعة بيولوجية خاصة به، ورغم ذلك لم يستسلم للناموس الطبيعي القاهر، فكان عليه أن يبتكر مكاناً بيولوجياً مغايراً لبيئته، ولتحقيق ذلك لم يجد مفراً من قراءة علوم الأفلاك، لاعتقاده بأنها قد تسعفه في استعارة مفردات زمنية مغايرة لمفردات الأرض، وفي هذا الباب انتصبت كواكب المجموعة الشمسية بوصفها محطة استعارة هامة لأزمنة مغايرة لساعات الليل والنهار الأرضيتين، لكنه أغفل بُعداً حاسماً في معادلة الزمن غير الأرضي، وهو ذلك البعد المتعلق بطبيعة المكان غير الأرضي الذي يمنح الكواكب خصائص زمنية مختلفة، فالمريخ القريب منا والبارد جداً لا يصلح لسكان الأرض، فكيف لنا بالكواكب الأبعد منا والغارقة في سديم بحاراتها البخارية، ونيران شموسها المتوهجة، وصخور جليدها المتأبِّي على الذوبان والتشققات. 
الغارق في خيالات الهوى والهواء لم يفلح في ترتيب فوضاه الزمنية، ولم يكتشف بعدُ درباً يخرجه من إكراهات الحقيقة السرمدية للزمان والمكان الأرضيين، ولم يصل إلى فك شفرة المستحيل، ولم يتسَن له تأكيد قدراته النرجسية الخارقة للعادة، ولم يتمكن من هزيمة مجايليه المائيين والترابيين والناريين من البشر، حتى أنه أصيب بنوبة اكتئاب مقرونة بفوبيا شاملة أدت به إلى عزلة سيكوباتية واضحة المعالم، ولأنه يرتعد خوفاً من البشر، ولأنه يرى في الأطباء مجرد قصَّابين اعتياديين، كان عليه أن يبحث عن علاج يشفيه من حالات الاكتئاب والفوبيا والسيكوباتيزم، فوقع ذات يوم على كتابي «تسهيل المنافع في الطب والحكمة»، و«الرحمة في الطب»، فانصرف يتجول بين شروحهما الواسعة، ليُجرب عديد الأنواع النباتية والحيوانية الدوائية، وخاصة ما يتعلق منها بوصفات الزواحف المنزلية والبرية والمائية، واستغرق في طقوسه السرية الدوائية دون جدوى، وحالما وجد خاتماً طلسمياً مُتموضعاً في كتاب «الرحمة في الطب».. تداعى مع علوم الزيرجة والجفر، والرَّمَل، وما في تضاعيفهم من تمائم حروفية ورقمية واستخارية جَفْرية، فتاه في معارج غيوب لا قبل له بها، وتنكَّب دروب قراءات مُضنية لكتاب «شمس المعارف الكبرى» للبوني، و«مُدهش الألباب» للطوخي، و«الديربي الكبير» ، و«أبو معشر الفلكي» ، وغيرها من كتب الطلِّسمات والغوامض السحرية، وتراءى له ذات يوم رمادي أنه يحلق كالطيور، ويزحف كالثعابين، ويسبح كالأسماك. ثم تطاولت الحالة لديه، فاستغرقته في لجة من سديم داكن، فخرج مهرولاً في الحارة وهو عارٍ، كما ولدته اُمه، فتبارى الشهود إلى الإمساك به وإيداعه مصحة الأمراض العقلية التي ظل قابعاً فيها دون أن يعلم أحد إن كان ما زال رهن سجانيه الميامين، أم أنه تحول إلى نورس بحري يطير في هواء الكيفية، أو ثعبان يزحف في رمال السببية، أو سمكة تسبح في برك مياه التقلُّبات الدهرية. 
Omaraziz105@gmail.com 

تعليقات:
الإخوة / متصفحي موقع ردفان برس نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات
مقالات
صحافي/احمد غراب
حكمتك يارب
صحافي/احمد غراب
كاتب/عباس غالب
استحضار دلالات الاستقلال
كاتب/عباس غالب
استاذ/عباس الديلمي
الوحدة.. ليست شراكة أو تقاسماً
استاذ/عباس الديلمي
كاتب/فتحي أبو النصر
تحوّلات لابد منها في اليمن
كاتب/فتحي أبو النصر
دكتور/د.عادل الشجاع
السلام الدائم
دكتور/د.عادل الشجاع
صحافي/احمد غراب
مداعة الجمهورية اليمنية
صحافي/احمد غراب
الـــمـــزيـــــد

جميع الحقوق محفوظة © 2009-2024 ردفان برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية
انشاء الصفحة: 0.066 ثانية