في تصوّري المتواضع فإن نزول رئيس وأعضاء حكومة الكفاءات إلى مواقع العمل في محافظات عدن ولحج وأبين وتلمّسهم مشكلات الإدارة والحكم المحلي وحالة الخدمات, فضلاً عن أوضاع المواطنين المعيشية سوف يعطي انطباعاً ايجابياً عن فاعلية الأداء الذي تضطلع به هذه الحكومة التي جاءت في ظرف استثنائي وصعب.
هذا من حيث الشكل أما من حيث المضمون فإن قيام رئيس وأعضاء الحكومة بالنزول الميداني لتحريك بعض المشاريع الخدمية والانمائية في هذه المحافظات وتسهيل انسيابية تدفق الأموال لتمويلها, فضلاً عن تفعيل جانب من مخرجات مؤتمر الحوار الوطني والنقاط الجوهرية ذات الصلة بالقضية الجنوبية.
وهو العمل الميداني الذي طال انتظاره في أداء الحكومات السابقة, الأمر الذي يمكن أن يساعد جدياً وعملياً في التخفيف من حدة الاحتقان الذي يعيشه الشارع الجنوبي تحديداً.
ولابأس أن نشير هنا إلى ضرورة أن تأخذ تلك القرارات وهذه التوجّهات طريقها للتنفيذ, خاصة لجهة استكمال إعادة المسرّحين في السلكين المدني والعسكري ومعالجة قضايا الموظفين المنقطعين عن العمل وترجمة قرارات اللجان المختصة بالممتلكات والأراضي والعقارات العامة والخاصة وإعادتها إلى أصحابها.
إن كل تلك الخطوات الإيجابية تأتي في إطار صدقية المرحلة والتعاطي المسئول لمعالجة تلك المشكلات وبما يرفع جانباً من تلك المظالم التي لحقت بمواطني المحافظات الجنوبية خلال العقدين الأخيرين.
ربما يعتبرني البعـض مفـرطاً في التفاؤل وأسوق المبرّرات للحكومة, لكنني على يقين إنه إذا ما تضافرت الجهود الوطنية فضلاً عن استمرار الدعم الاقليمي والدولي لمفاعيل التسوية السياسية فإن هذه الحكومة بمقدورها تنفيذ جانب كبير من المضامين التي احتواها برنامجها الذي تقدّمت به إلى البرلمان لنيل الثقة.
ولاشك في أن الحكومة قد ورثت وضعاً صعباً وعلى مختلف الصعد ومنها - بالقطع- التهديدات الارهابية والاختلالات الأمنية والاقتصادية, فضلاً عن الفوضى المفتعلة والنمط الانتهازي الذي يطبع سلوك بعض القوى مع الأسف الشديد ومحاولتها الدؤوبة لتفريغ الدولة من دورها ووظيفتها حتى وإن أدى ذلك إلى ذهاب اليمن إلى المجهول.