على مدى التاريخ وفي مختلف تجارب الشعوب والأمم فإن الاحتكام إلى لغة السلاح والقوة لفرض أجندة أو رؤية على الآخر لم ولن يكون حلاً لأية مشكلة أو علاج لأي تحدي، بل إن اعتماد أساليب العنف لقمع ومصادرة وجهات النظر المخالفة سوف يرتب تداعيات كارثية على المجتمع برمته وليس على الأطراف فحسب.
أما وقد وصل الوضع إلى هذا الحال من الاختلال في ميزان القوى المجتمعية فإن الضرورة تقتضي التذكير بمخاطر الارتهان إلى لغة الرصاص وذلك لما يرتبه هذا الخيار من مخاطر حقيقية على وحدة وتماسك المتجمع وإمكانية انهيار مقومات الدولة.
ولاشك أن البديل الموضوعي لهذا الخيار الدموي هو في ضرورة جنوح كافة أطراف الأزمة الاحتكام إلى السلم وتغليب لغة العقل، واستحضار دروس وتجارب الماضي المريرة من أجل وضع الحلول السلمية والممكنة لنزع فتيل الأزمة قبل اشتعالها، إذ أن ذلك هو الخيار الأمثل والبديل الموضوعي لحالة التصعيد الجاري.. وبالتالي وقف الانهيار الداخلي ونزع فتيل اشتعاله على أمن الخارج وتحديداً دول الجـوار.
وفي هذا الصدد لا يزال اليمنيون يعلقون على هذه الأطراف العودة إلى جادة الحق والصواب واعتماد أسلوب الحوار عوضاً عن الاحتكام إلى لغة الرصاص التي ستهيئ الأرضية – دون شك – أمام قوى الإرهاب والتطرف والانعزال في تمرير مشاريعها الدموية وتعريض هذا البلد بالنتيجة إلى مربع الاحتراب والتجزئة والضياع.
مرة أخرى، لابد من التأكيد بأن الرصاص ليس حلاً مهما تبدى للبعض ذلك سواء من خلال فرض القناعة بسلطة الأمر الواقع أو محاولة الغاء الرأي الآخر طالما والتزم أصحاب هذا الرأي الأطر السلمية للتعبير عن هـذه القناعات.. وكـان الأجـدر مـواجهة ذلك بالوسائل السلمية وبالأساليب الحضارية وليس بلغة القـوة والرصاص باعتبار أن ذلك هو الخطأ بعينه لو كنتم تعلمون!.